تكلم حتى أراك
" من أنا ﻷقول لكم ما أقول .. " كانت هذه بداية النهاية. بعدها تساقطت لحظات حياته أمامه كما تتساقط الأوراق في الخريف، تاركةً الغضن، تَنبِئُ بقدوم فصل جديد، لكن أوراقه لم تكن تُنبِئُ بالمثل. تبدأ القصة حينما بدأ التمرد على ما أُرغم عليه، حينما بدأ ينضُج، من هنا تبدأ كل المشكلات، ألا تتفق معي؟. صار الوضع لا يحتمل، فقط يريد أن يخرج من الشرنقة التي أُرغم أن يبقي بها حتي يشتد عوده وتقوي أجنحته على الطيران، لكنهم بدون قصدٍ كسروها له ﻹرغامه على ما يريدون له من مستقبل. كان غِرِاً ﻻ يعلم أي شئ عن الحياة وكانوا هم من ينيرون له الطريق، كانت تبشيراتهم له أمله في الوصول والطيران. وعلى عكس ما كان يتوقع، كانت تبشيراتهم له أحد أهم أسباب فقدانه للشغف، فقد نفسه في خضم الصراع القائم للخروج من ظلهم والتغلب على الصدمات التي صادفها في الطريق. صارت كل معتقداتهم هشه ﻻ تحتمل أي تساؤل، كانوا ﻻ يملكون له أي تفسير سوي " هذا ما وجدنا عليه أبائنا " ولم يكن يريد أن يعش كما عاش أباؤهم، سحقاً لهم ولمن جاء بهم. تطرق لكل ما كان يُمنع عنه، لم يخض في الكثير ولكنه ألمَّ بالكثير منه، بالذي يفعله،...