المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٣

علاج شوبنهاور

 "واحدة من التجارب الإنسانية الرائعة. عنوان الكتاب خادع، ولكنه لسبب وجيه. كانت الحوارات الممتدة بني فيلين وجوليوس واحدة من العلاقات النفسية الرائعة بين مريض وطبيبه، وبعدها التطورات النفسية والمقاومة التي أبداها فيليب في قبول المواجهة بينه وبين بام، امتصاص مشاعر الآخرين وترتيب كيفية التعامل معها دون الانسياق إلى مساوئها. لا يجب علينا أن نشعر بما يشعر به الآخرون ولكن علينا أن نشاركهم وجدانياً وأن نكون بقربهم حين الحاجة إلى كتف للبكاء عليه ومشاركة ما يدور بخلدهم. نظرة التشاؤم التي تبناها فيليب بسبب اكتئابه وتأمله من ما أحدثه السابقون ملفتة جداً للتأمل، حيث أننا دائماً ما نرى الأمور من عدستنا المثبتة على كادر ضئيل من الصورة الكاملة." كان هذا هو تعليقي عن الرواية التي هي نفس عنوان التدوينة. كانت الرواية على مستويات كثيرة من الروايات الدسمة التي تجعلك تفكر في خلفية كل شخصية وكل جملة يقتبسها البطل المساعد للبطل الأصلي. فيليپ شخص مكتئب وعنده الكثير من أزمات الثقة والمشاكل النفسية التي قرر أن يدرأ صعوبتها بتبني منهج شوبنهاور الذي تصرخ معظم مقالاته بأنه شخص يعاني من اكتئاب حاد ولم يجد

نحو غدٍ أفضل

 تأتي الريح بما لا تشتهي الأنفس. هكذا أبدأ يومي، بيقينٍ تام أن لا شئ يحدث كما أشتهي وأريد. قانون الحياة الذي لا نقاش فيه، وأن لا شئ يدوم. ولكن على العكس، يدوم الفقد، حياتي سلسلة من الصداقات والعلاقات التي لم تدم لأنني لم أكن أنوي أن تدوم. ترسخ في بالي منذ الصغر أن الحياة كباص، يسير دون توقف، وأن الناس في الحياة كركاب سيأتي وقتٌ لينزلوا في محطةٍ ما، زواج، عمل، هجرة، موت. لا يمكن أن اتحكم في مدة بقاء أحدهم لأن البقاء الدائم مجرد وهم وخدعة نراها في الأفلام ومسلسلات الكارتون. دائماً ما يصور لنا الفن في المسلسلات والأفلام كفاح طرفين في البقاء سوياً وينتهي الأمر بهما معاً، لكننا أبداً لم نعرف هل نجحت الظروف في إبقاءهم معاً أم نزل أحدهم في محطةٍ ما وفازت الحياة. كثيرٌ من الأصدقاء ظللنا سوياً طوال الوقت ومررنا معاً بالكثير من الإخفاقات والنجاحات، لكن بعد كثير من المجهودات، نفقد ما كان يشعل الصداقة وتخفت الأمور حتى يصير كلانا غريباً عن الآخر، فقط نكتفي في الصمت والبعد الهادئ دون تعكير المياه الراكدة بعد الرحيل. كثيراً ما افتقد أحدهم ولكني أعلم جيداً أنه لا عودة بعد ما جرى، لن تأتي الرياح بما تش

هل تعلم أن اليوم هو ما تملك؟

 "يحب ألّا نفكر في ذلك. سيعلّمنا غوينكا أن الحاضر فقط هو الذي يجب أن نعيشه. لا وجود ليوم البارحة ولا ليوم غد. إن ذكريات الماضي والتوق إلى المستقبل لا تجلب إلّا الإزعاج والقلق. إن الطريق إلى السكينة تكمن في مراقبة الحاضر وتركه يعوم بلا إزعاج في نهر وعينا" هكذا بدأ يومي، بالأمس أنتهى اليوم بنقاش سئ بيني وبينها، كانت تطلب مني أن أبلغه بقرارها في أن لا علاقة له بتسويق شقتها لأن تٌؤجر، وأنه السبب في أن لم يأتي أحد حتى الآن لإيجار الشقة، رغم أنه يعمل كل ما يمكن لأن يستأجرها أحدهم. لم أكن مقتنعاً بكلامها وقررت أن عليها أن تبلغه بهذه الرسالة وأن لا علاقة لي بهذا الأمر، بالتأكيد نعتتني بأني لست رجلاً وأنها لا تريد أن تتكلم معه لأنه "قليل الأدب". لأكون منصفاً فهو لم يقم بإهانتها مرة في حياته، هي من تتطاول عليه وتنعته بأشنع الصفات لأنه لم يكن رجلاً أبداً في حياتها وهذا صحيح لكن الآن هو يقوم بما هو مطلوب منه قدر ما يستطيع في أغلب الأوقات وبعض الأوقات يتغلب عليه طبعه البخيل في القيام ببعض المهام التي تتطلب مبلغاً من المال ليس بالقليل. حينما بدأ النقاش في الاحتداد، قررت أن أغلق ب