االخامسة بعد العاشرة
عزيزتى, أبث لك القبل المعطرة بريحانةٍ قد أشاعت الفتنه بين الزهر والكل من جمال ريحها. إنى أكتب لكِ الآن وأنا بأقصى حالات اللاوعى ، بحالة لو رأيتها لما علمتى من يكون هذا الشئ. حسناً وددت لو كنتى هُنا بالفعل، لقد ساءت الحياةُ حتى صارت ماسخة الطعم عادمة الملح من دون أى معنى ، صارت تمر الأيام كمرور الماء على الحجر الصلد يا يترك به أى أثر ؛ كأنه لم يمر بمعنى أدق. تتوقين لرسائلى وتنتظرين بلهفة الشجر بصحراءٍ مياهها الجوفية نضبت وبقى الأمل الوحيد هو مطر السماء. أعلم أنك لا تريدين منى سوى أن تعلمى أخبارى ، تعشقين سرد التفاصيل منى ، تنتظرين أن آتى لكِ وأن أموت من طول المشوار وحر الإنتظار وصعوبة اللقاء ، لكن إن أخذتى أنتِ تلكم الخطوة لأختصرتى الكثير لكنك حمقاء لا تفعلين السهل وتصممين على الصعب من الأمور لما ترين به من رومانسية تزعمينها وتدعين أنها هى أقصى براهين الحب والوفاء؛ حقاً حمقاء غبيه. ستغنين فى يومٍ ما " تفيد بإية يا ندم وتعمل إيه يا عتاب" ولن تجدين من يرد عليك " فات الميعاد يا هبله يا بنت الهبله" لأننى سأكون بالطريق أسعى إليكِ وقد أرهقتنى المسافه والمعاناة. ...