كنا نتحدث أنا وصديقة لي عن بر الأباء وعن لماذا نحن مطالبون ببر من يسببون لنا الأذي النفسي ومن هم ليسوا سوي عقبات وأشياء تنغص حياتنا، وفي قرارة نفسي اعلم أننا مطالبون ببرهم إلا في حالة أنهم اجبرونا على الكفر، في هذه الحالة فقط لا نؤذيهم ونطلب ودهم. ما يدور ببالي منذ هذا الحديث أنه لماذا يتكلم الكل عن بر الأبناء لوالديهم ولم يتكلم أحد عن العكس، لم مطالبون نحن ببرهم وهم لا يسألون عما يفعلون بنا ومعنا، في واقع الأمر هم مطالبون أن يكونوا لنا شيئاً يساعدنا، وليس من العدل أن يكون التيار في اتجاهٍ واحدٍ فقط. قد يكون من أنواع الأذي النفسي اللامحسوس واللامنظور هو العذاب الذي نلاقيه في بيوتنا، هناك تجد شتي أنواع ما قد لا تجده في أبو زعبل، فقط هنا تجد ما قد يضر جسدك كله بالقول، فقط هم يعلمون كيف يجعلونك حزين كئيب تكره وتلعن اليوم الذي تجلس فيه وسطهم، لا يعلمون كيف يصلحون ما افسدوه، يجهلون أننا مثلنا مثلهم نملك جهازاً عصبياً يتأثر بمثل هذه الأشياء فقط نختلف عنهم أن قدرة تحملنا مازالت في بدايتها. خلقوا بداخلنا عقداً بسبب معاملتهم السيئة، جعلونا نخاف أن نكون مثلهم وأن نصير لأبنائنا كما هم...