تخاريف ...
الطريق مزدحم، كم أكره القاهرة، ليست من الأماكن التي يجب أن أعيش فيها، يجب الهروب من هذا الوضع ولكن أولاً يجب أن أهرب من هذا التكدس البشري، في الواقع ﻻ يبدو عليَّ الاستغراب من الزحام ﻷننا في وقت ذروة، ولا يوجد أي مسبب لها سوا أن كوبري أكتوبر، وعلى التحديد عند رمسيس يضيق وبعد أن يكون هناك 4 حارات للسير تصبح أثنتان وﻷننا نعيش في الغابة فا يصير الوضع هو أن الأقوى يمر والضعيف ينتظر، والأقوى هنا هو أن تضع مقدمة السيارة كطريقة للتعبير أنك الأقوى وأنك لا تخشى أحد، فيضطر الطرف الآخر في المواجهة على التنازل أو يقوم بالتضييق عليك ويضع هو الآخر مقدمة سيارته كنوع من رد الصاع بصاعين ولو كان الصاع المُقدَم من طرفه هو مجرد إبداء الإعتراض على ما فعلت تجاهه. المهم أنني تجاوزت هذا الكوبري اللعين وأنهيت ما كنت بصدده، وأنا الآن على نفس الكوبري ولكن الناحية الأخرى منه. أدخن سيجارتي، وأنفث الدخان في عصبية واضحة ﻷنني تذكرت أن اليوم يوافق ذكرى ليست بالذكرى السعيدة، يصادف اليوم أنني كنت على وشك الموت وأنني للأسف على قيد الحياة، لم أعلم أنني ازيد في السرعة إلا حينما وجدت نفسي لم أشرب من السيجارة سوى مرتين وأنها ...