تأملات فات عليها الأوان - الجزء الأول.
عزيزتى, تحية طيبة وبعد, لم تكن الفترة السابقة بالهينة علىَّ، فقدت فيها الكثير مما أنا عليه، كنت فقط اتمنى لو تطلين على من نافذة السواد القاتم القابع فيه أنا لتنيريه بسؤالك أو حتى بكلامٍ عابر. لكن للأسف منذ افترقنا لم يعد أى شئ بداخلى كما كان. لم أعرف طعماً لقهوتى سوى المُرِ، تناثرت كل الأشياء ولم يبقى بداخلى سوي الحزن والأسى على ما فقدت. لم أكن أعلم أن الفقد سهلٌ هكذا، حاربت كل شئٍ في سبيل أن نبقى سوياً لم أعلم أبداً أنك ستتركين الحبل وتذهبين لترى العالم بدوني، ماذا عن كل ما خططناه؟ ألم نكن نريد يوماً أن نفعل الكثير سوياً؟ حسناً أنت من تركنا وذهبتي إلى ما تريدين و فعلتي بنا ما نحن عليه الآن. لم يكن لدِفئِ يدك بديل، ها هي يدي تنتظر لقاءً جديداً، أن تهدأ الأصابع المتوترة. وعدتني أنك ستظلين هنا، مهما صار بيننا، إن أخطأتُ أنا ستظلين على وعدك لنا! افتقدك؟ اشتاق لك؟ أم .. افتقد ما كان بيننا من هالةٍ وهدوءٍ نفسيٍّ لم أذق من بعدك ولا قبلك له مثيل؟ نعم أنا محتاجٌ لكِ. حسناً توقفى، لست أنتِ من احتاج، أحتاج إلى من تعدني وتفي بوعدها، من تبقى معي إلى حين فراق هذا ال...