نحو غدٍ أفضل
تأتي الريح بما لا تشتهي الأنفس. هكذا أبدأ يومي، بيقينٍ تام أن لا شئ يحدث كما أشتهي وأريد. قانون الحياة الذي لا نقاش فيه، وأن لا شئ يدوم. ولكن على العكس، يدوم الفقد، حياتي سلسلة من الصداقات والعلاقات التي لم تدم لأنني لم أكن أنوي أن تدوم. ترسخ في بالي منذ الصغر أن الحياة كباص، يسير دون توقف، وأن الناس في الحياة كركاب سيأتي وقتٌ لينزلوا في محطةٍ ما، زواج، عمل، هجرة، موت. لا يمكن أن اتحكم في مدة بقاء أحدهم لأن البقاء الدائم مجرد وهم وخدعة نراها في الأفلام ومسلسلات الكارتون. دائماً ما يصور لنا الفن في المسلسلات والأفلام كفاح طرفين في البقاء سوياً وينتهي الأمر بهما معاً، لكننا أبداً لم نعرف هل نجحت الظروف في إبقاءهم معاً أم نزل أحدهم في محطةٍ ما وفازت الحياة. كثيرٌ من الأصدقاء ظللنا سوياً طوال الوقت ومررنا معاً بالكثير من الإخفاقات والنجاحات، لكن بعد كثير من المجهودات، نفقد ما كان يشعل الصداقة وتخفت الأمور حتى يصير كلانا غريباً عن الآخر، فقط نكتفي في الصمت والبعد الهادئ دون تعكير المياه الراكدة بعد الرحيل. كثيراً ما افتقد أحدهم ولكني أعلم جيداً أنه لا عودة بعد ما جرى، لن تأتي الرياح بم...