ادنُ منى .. ولا تخافى.
تحت ضوء الليل الهادئ بدأنا الكلام، كنا لا نعرف ماذا نفعل في هذه البقعةِ من الصحراء، فقط قررنا أن نخرج في الهواء الطلق دون أى دليل أو علامةً تدلنا على مكان المخيمات التى جئنا معها، كنا قد انتظرنا أن نذهب سوياً إلى الصحراء والتمتع بالجو الجميل، كنا في بداية الشتاء وكان الجو جميلاً، الصحراء تعطينا من البرودة ما تقشعرين له، وتنظرين لي بكل حبٌ لكى أمسك يدك كما يفعل البدو حين يشتد عليهم البرد، يجلسون حول النار يستحثونها ان تدفئ اجسادهم. قلتى لى ذات يومٍ أنه حينما أمسكتُ يدك لم تشعرى بمثل هذا الحنان والحب يوماً، لم تكن مرتك الأولى، لكنك لم تعلمى من أين جاءت تلكم القشعريرة. أنه حينما أُمسكُ يدَكِ يخفقُ قلبك سريعاً، كل مرة نتلامس تشعرين أنها أول مرة، حتي بعد أنا صرنا في الثلاثين من العمر وأننا صرنا سوياً منذ كنا شباباَ، فأضحك من حماقتك ودعابتك، اعلم جيداً أنك تقولين هذا لكى انظر لك شظراً وأقولك لك أنك لازلتى شابة يافعةً وأنك جميلتى التى ستظل شابة في نظرى مهما طال العمر، وستضحكين وتظلين تحاولين مداعبتى أنى عجوز وقد خط البياض شعر رأسى وسأقولك لك أن هذا البياض ما يجعلنى أكثر جمالاً وأنه مهما كبرت...