الرسالة الثامنة

عزيزتى الوغدة/


بعد التحية والسلام العابر وبعد تلك النظرات والكلمات الصامته ، وجب على أن أبعث لك تلكم الإرهاصات. أنت تعلمين كم هى مجوفة حياة الفرد منا ، مليئةٌ بالأشياء الصغيرة المبهجه إن كنا مجتمعين، فى هذا الوقت الحالى لا نعلم إن كُنا سنلتقى أم لا ، لكننا نعلم أننا سنكون كما الزيت والماء ، لكننا سنكون تناقضاً رائعاً يُدرس بعلم النفس أننا قد شذذنا عن كل قواعدهم العقيمة.


دعينى أقل لك أن الأيام توالت والأحوال تقلبت وبدأنا المارثون اللعين المسمى بالدراسة ، توطدت علاقات وزادت دائرةُ المعارف إلى حدٍ ما ، ما يُلحظ  بها أن كل ما يحيط بها هو السطحيه التامة والعتمة المشرقة بكل أطرافها. عزيزتى تظل الفتيات ذوات الشعر اللطيف هم من يهون علىّ ذل ومهانة هذة الكائنات ، أعلم أنك لست بحمراء الشعر ولست ممن يحبون الشعر القصير لكن حسبى أنك ذات شعر يبهج النفس والروح.

صارت كل التوقعات والهمسات الداخليه مجرد مرآة للواقع وما سيحدث، لم يخيب الظن صاحبه وظل هو المسيطر على الواقع ، الكوابيس ما هى إلا شاشةٌ يعرض عليها الموسم كل يومٍ فى كل ليلةٍ مع فرق البشاعه والنهاية .


مازلتى وغدةُ كما عهدتك ، لا تراسلين الكائن المدفون تحت أمل لقياكى ، حسناً أيتها الحمقاء سأراكى يوماً ما ونبدأ فى حسابنا العسير الطويل المرير الجميل هذا وتنتهى أيام الشقاء ، لا أعلم من منا سيكون على وجه البسيطه ، لا أعلم سأكون تحت تراب وتأتين لتشكى همك كما أشكوا همى لك دون الإستماع لك. حسناً إن جئتى إلى فى قبرى لا داعى للبكاء ، لا داعى للمقدمات الطويلة السخيفه ، تعلمين كم أكرهها ، فى صلب الموضوع والشكوى إبدأى ، لا بأس أن تشتكى من جمال شئ تريدينه ، لا أغار ولا أهتم فأنت تافهةٌ كما عهدتك.


قولى لى كيف أتخلص من كم الأشياء المتعلقه بخلفية العقل الباطن تحت أتربة الزمان المتكتلة بذكريات غير مرئيه إلا فى أوقات الحزن القوية ؟ قولى لى متى تنتهى هذه النوبات المفاجئه من الحزن والأسى والألم على أشياء غير معرفة بأى نظام على وجه البسيطه؟ قولى وأصرخى بكل ما تملكين من ترددات موجيه بأحبالك الصوتيه ، كونى الكمان الذى يعزف آخر نوتةٍ تسمع فى تاريخ البشرية ، كونى الخلاص من دمار الأرض الخربة. أنت شمس طال إنتظارها ، أنت قمر إمتص نار العجز وأنار للمظلومين طريقهم للخلاص فقولى وكونى ولا تبخلى علىّ ، إن كان لنا لقاءٌ قريب فلا تذهبى دون الوقوف طويلاً ، ولا تبخلى بذلك الدفئ والتزامن الذى ننتظره طويلاً ، فقط ذلك الإحتواء لسنة ضوئية ولا شئ آخر يطلب منك لمدة يومين.



الأحمق الوفى دائماً وأبداً
أنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في رثاء عزيزةٍ

Mania -1

نعكشه