يمكن لو
"
فى ظروفٍ ليست كهذه الظروف وفى أيامٍ أفضل من هذه كان يظن أن الأمور ستؤول بخير
لكن الحمدلله لمن يعلم ما ستتقلب إليه الأمور.
فى لحظة لا تُؤتى إلا لبائس مثله جلس يراقب أحلامهم بعد
فترة من الزمن ، فى كل جلسةٍ يجلسها أو تجمع يتجمعه صار أصغر الجالسين علماً أو أبعدهم
عن الخروج من الحياه العلميه اللعينه، صار هو المَنصوح والعبره لمن يعتبر من صغار
التجربه والسن.
يضمن المجلس الأبأس من أغلب الأماكن ، متوحد بين رفاقه
لكثرتهم وقلة المشترك بينهم أو لكثرته فأصبح ذا مذاق ماسخ وتتنافر الأقطاب. هو
الناى الحزين لفراق باقى الرفاق ، هو الكمان البائس النوته.
هوالكائن وهو الجلاد يعيشان فى جسد واحد لا يفترقان
متلازمان ككرات الدم البيضاء والحمراء، أحدهما يمنح الآخر ما يعجز عنه الآخر، يجلد
الجلاد حينما يتراخى هو الأول ، يتمادى الجلاد فى جلده فيهرب هو ويصبح زئبقاً لا
معالم ولا أثر له سوا أنه حى يرزق يتنفس.
عقدين من الزمان قد قُضوا والعقد الثالث إنصرم بعضه، لا
يعلم ما يفعل به لا يدرى أين يريد أن يكون، فى منتصف الطريق يمشى ويركض دون أهداف
أو حتى أحلام ، يعلم آخر الطريق سيموت وحيداً فى تلك الشقه بين أوراقه وبعض مما
أنجز فى المجهول من الطريق ويُحسد عليه ممن هب ودب ، سيموت وحيداً متعفن الجسد فى
تلكم الأربع حوائط حتى يأتى من يقتله فضوله لمعرفة سبب الرائحه المزعجه!!.
يقضى العمر وقد تاه فى منتصفه ، قُدر أن يدخل سلسله متتاليه
من الفشل المتخمر بعفن اليأس والإكتآب ولا أحد يعلم ما به ومن يعلم قد مل من
السؤال عنه او متابعة ما يطرأ عليه ، قُدر أن يفشل وأن يتمادى فى الفشل والكسل ،
يعلم بداخله أن تلك السلسله لم تكن مجرد قدر ولكنها كانت مجرد بداية النهايه لفتره
من النجاح والوصول لما يتمنى أو يريد ، ظن أن النجاحات قد تعود لكن بعدما مرت
السلسله وإنتهت أول فصولها قد علم أن المفقود لا يعود ، كما إصابة الموت لا علاج
لها ولا علاج لآثاراها الجانبيه، له يدٌ فى تلكم الأحداث لكنه مريض يخشى أن يعترف
بهذا الإعتراف أو حتى يهمس به لأحدهم.
الآن يجلس يدون هذه الكلمات على شرفة شقته يحتسى بعضاً
من مشروبه المفضل القاتم الللون، يفكر فيمن بقى له وأنه يسير على درب ما تخيل من
فصول السلسله ويجد أنه لو أراد أن يخطط للسير فى هذا الطريق لم يكن لينفذ الخطوات
بتلكم الإحترافيه والجوده، بقى له من المتوقع عقد ونصف أعزب وحيد حزين . . . . . .
. . "
" وجدت هذه الكلمات بجانب المرحوم ، لا نعلم من هو
ولا شأن لنا به سوى أنه كان باسماً ضاحكاً محبوباً من الكل ، لم يعرف أحدٌ أنه
إحتاج لأحدٍ أو إشتكى من شئ ، ياليت كل من أعرف يكونون مثله " ... ما قاله
حارس العماره عن المفقود
" بعض الأشخاص أو أغلبهم لا يُعرفون من مجرد
البسمات أو الهمسات أو حتى بعض الإعترافات يحوى الصمت مالا تقوله الكلمات ، تموت
بعض الأحلام ويموت معها نظرات المستقبل ورغبتهم فى المعيشه أو حتى الإنتاج، رفقاً
بهم فهم لا يحبون القاتم من الحياه أو حتى السواد فى كلامتهم ، فقط هم يئسوا من
مجرد التظاهر وكلماتهم هو المتنفس الوحيد لما يكتمون ، لا تقسوا بالكلمات لمجرد
إصلاحهم فقط حالوا أن تدركوا لم هم هكذا ؟ وما الحل !!..
لا يخدعنكم إبتسامهم ولا كثرة الناس حولهم ومعارفهم ، لا
تنسوا أنكم تجلدون الناس بألسنتكم ونظراتكم وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "
تعليقات
إرسال تعليق