الرساله السادسه

معلومٌ فى المكتوب المسطور منذ بدء التكوين فى رحم الأمهات ما سنكون عليه ، لكن أنت لم تسطرى فى تلكم السطور ، كنتِ أحد الإحتمالات المتروكة إن سلكت دربى هذا سألقاكى وسنبقى هكذا معلقين بتلكم القشه. كما قالت الست فى "هو صحيح الهوى غلاب " : " نظرة وكنت أحسبها سلام وتمر قوام , أتارى فيها وعود وعهود " . يمثل حالتنا هذا الشطر ، لكن لحظة ؛ حتى الآن لم نلتقى من الأصل ، ما يوجود بينا مجرد حروف وتصورات عما نكون عليه فى أرض الواقع.

حسناً أشتاق لمراسلتك والدفئ النابع من الحروف المخطوطة من ألمك وفرحك ، تعاستك والشقاء المسيطر. لست بشامتٍ ولكن الحياه لا تصلح من دون اللحظات التى نفقد فيها أعز ما نملك ، من دون أن نخسر كل شئ أو بالكاد كل شئ . ستتعلمين هذا لاحقاً أيتها الحمقاء المتعجرفه المندفعه بعنفوان الشباب المتهور. أنت كما البلهاء تتناسين وأنا أيضاً ، فلا لوم علينا ولا عتاب بيننا كما هو المتفق عليه ، لكن تعالى نتفق على أن ما لم نتألم بشأنه لم ولن نستفيد من مروره علينا ، لا تحزنى أبداً من هالاتك السوداء ولا حتى شعرك المنكوش . أنت جميله فى كل حالاتك لا تهتمى لما ينص عليه قانون الجمال فى عرف جنسك ، فهم أحمق مما أنت عليه من حمق، يعتبرون الجمال بالأقل عدداً من الملابس أوالأكبر حجماً فى الأعضاء, يصنفون الجمال على من تثيرهم أكثر ، صار الجمال الهادئ البسيط فى السمار أو الخمرى منه شيئاً لا يُنظر له البته ويُعاب على من يطلبونه.

ما أضاف لكِ حلاوة ومقاماً ليس لأحد عشقك للسماء ، يدخل هذا اللون فى كل تفاصيل حياتك ، لا يختفى منها ، لون السماء الصافيه من دون تعكير صفوها بالغيوم أو طيور تسخف من منظر الصفو الذى تقشعر له الأبدان.


إن إلتقينا وصارت ما تصير إليه الأمور لن نستقر فى مكانٍ واحد ، اللعنه على الإستقرار وال comfort zones ، سنبقى فى النار لا نهدئ ولا ننام كما تنام البهائم ، سنحضر ظهور الشمس وإختفاء نورها ، سنرى كيف نفترق ونقترب فى إختلاف التقلبات للأماكن وطقوس ساكنيها. لن تذوقى طعم الراحه التى يعرفها هؤلاء المخدوعون بأن ما هم فيه من أنتخه وسقوط غير مرئى هو الراحه والعزوه. الراحه هى أن نبقى متعبين طول الوقت ، أن نعمل فى كد. أن نمر فى أى لحظة وأى مكان نترك شيئاً حسن المظهر والنيه. حينما نموت - إن كنا بالأصل أحياء.

على أمل أن يكون إسمك أحد تلك الأسماء الجميله ، لا داعى للخوض فى جدال عن مدى إختلاف أذواقنا لكن تعالى لأرض الواقع أنت حمقاء وأنا أحمق وعنادنا لن يفيد! فكونى كما أريد .


ًالأحمق الوفى دائماً وأبدا
أنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقط، استمتع.

الجنوبي - الإهداء

الصمت كالسوس