الرسالة السابعة (عن الأُمنيات)

الحمقاء! لم تصلنى منك أخبار أو مررتى مرورك الثقيل الصامت، لكن لا بأس عليكِ فلستِ بملامةٍ على ذلك . فى القديم كانت المرأة شراً وتهمش فى كثير من شئون الحياة إن لم يكن كلها عدا النسل والإهتمام بشؤون حياة الرجل، إنحصرت وظائفها فى هذه الوظيفيتين إن إعتبرنا أن تلبية نداء الحيوانات المنويه وظيفة. أما الآن فأنتم معشر بنات حواء تتمحور حياة البلهاء حولكم ، يحصدون المال بشق الأنفس هذا فى الحالات سعيدة الحظ لكن هناك من يستدينون لأجل الزواج والإنحباس تحت أربعة حوائط بواحدة منكن والبدء فى تكوين أسرة "سعيدة" وتلك الكلمات التى لا يعلم أحدٌ سوى الله مدى صحتها على أرض الواقع ، فلا زيجات سعيدة فى مثل هذا الزمان ولا أسر سعيدةٌ تنحصر بين تلكم الحوائط. دعينى أقل لكِ أن دروبنا لن تتقاطع وإن تقاطعت ستؤول إلى مآل غير هذا، نحن وبكل غرور وإنتشاء مرضى بالهرب من المسؤولية ولن نتحمل أن تربطنا الحياةُ بمثل هذا العبث الغير مقنن.



تعالى أحدثك عن خاطرةٍ أتت فى بالى مكونة من تأثير زهرة المتشبث بكل فكرة أخطوها بالقصر الكئيب الذى يسكن به الخيال المريض. فى عصرٍ ما من عصور تجاربى، حدث وأن تمنينا أنا وصديقةُ لى حين علمنا أننا سنفترق ولن تتقاطع الدروب بنا أن لو لم تكن أجناسنا مانعاً أن نظل هكذا ، لا عوارض شرقيه ولا تعنتاتٍ غبية ، فقط نحن كما كان وسيكون مقدرٌ لنا ، لكن إن ساعة تلكم الساعه فلا فرار منها.


أم أخبرك بالأحلام الموصولة يوماً وراء يوم ، عن الأجساد الملتحمه ، والآمال المنقطعه ، أم أخبرك عن الركض اللامنتهى خلف شئ لا يحمل ملمحاً واضحاً. سأخبرك بأن القلق هو رفيق كل رشفة تُرتشف ، أن المرض لازم كل مفصل حتى أصابه العته.

أنا أتمنى أننا لم نفترق ، كم أتمنى حقاً أن نعود سوياً ، لا تعلمين كم من الهراء ألاقى وأعانى ، سلبتنى من الأشياء الكثير حتى لا يعلمون ما الحقيقه ، نعم لا أقولها ولا أحب أن تقال أمامى لكنها لا تستحق أن تقال إلا لكِ أنت أيتها الغاليه. إعذرينى أيتها الحمقاء لكنها هى من كانت الأولى ولن تتزحزح عن تلكم المكانه. لن تلعم مدى العمق التى تشعبت به ، هى حقاً من أفتقد بشدة ، ليست الراحة وليست صداقاتٍ ذهبت مع الزمن ، هى فقط من أشتاق لها.

أيتها الحمقاء قولى لى ما فائدةُ أن تفرق أفئدة بسبب تصرفاتٍ صبيانية؟ لم نُسلب أعز ما نملك بسبب تلكم الأقدار الغريبة العجيبه؟ نعم نضج فينا الألم وأستولى على كل مفاتيح الحياه وشراينها ؛ لكنها ما زالت ترفرف بحسنها المتوسط وصوتها المدلل فوق الخراب المسكون ها هنا ، كلنا يعلم أنها لو أتت الآن لشفيت أعظم المشاكل ، وتفتت أعقد المسائل ، فقط تهون حر جمر الوحدة.


" نعم أنا مُشتاقٌ وعندى لوعةٌ .. لكن مثلى لا يذاع له سر"

لا تنزعجى أو تغارى عزيزتى الحمقاء نعلم تماماً أنها هى من تحتل هذى المكانة ، من نخدع بقول غير ذلك؟ حسناً أكيدٌ أنك ناضحة بالقدر الكافى إنك لن تنزعجى بالقدر المعكر للصفو. شكراً لتفهمك بأى حالٍ من الأحوال.

أخيراً لأنهى الكلام الفائت هذا ، أنا حقاً أشتاق كثيراً ، أشتاق لوجودها بأى هيئة وصورة كانت ، أريدها بشده ، هى الشخص الوحيد الذى أريد أن تكون بجانبى الآن وآخد منها المايك وأتكلم عن ما أخبئه وأعتذر عن حماقات الأطفال هذه. أعلم أنك لن ترى هذه الرساله أعلم أن هذه الرساله وجبت أن تكتب لك إنت وليست لتلكم الحمقاء ، أشعر بأننا سنعيش تكلم الحياه وما تمنينا بخطٍ زمنىٍ آخر غير هذا البائس.

بنهاية هذه الرساله رجاءً إستمعى إلى هذه الأغنيه وشاركينى ما ألاقى . 



الأحمق الوفى دائماً وأبداً
أنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقط، استمتع.

الجنوبي - الإهداء

الصمت كالسوس