الثامنة بعد العاشرة

عزيزتى الحمقاء ، لم أكن اعلم أنك أيضاً لست بالوفيه. مر الكثير على آخر رسالة جاءت من أحدنا للآخر ، لكن تعلمين وجب علىَّ توقع أنك لن تكونى بمثل هذا الوفاء ، لا ينل أحدنا ما يرغب به ، تمنيتك شقراء هيفاء ، لكن لا مشكلة سأعتنى بهذا الأمر حين أدخل الجنه سآخذ من الحور العين ما ينسينى مر أيامك أيتها الناقمة الحمقاء.

حسناً دعينى ألخص لك ما فاتك من الأمور الكثيرة المهمه التى تثير فضولك وتجعلك تفتحين عينيك على مصرعيهما. لقد أُزيلت الوسائد القديمة ، صارت للأمور محور دوران ليس بالوهمى لكنه وهمى فترة بقائه ، لا أحد يعلم إلى متى ، لكن نأمل أنه سيطول إلى أن أوارى فى التراب. تعالى نخض أكثر فى الكلام وأقل لك أنك ستتوقين لمعرفة الكثير من الأمور والأخبار والتطورات لكن منذ متى أتحدث معك بالصراحة ومن دون ترميز الأمر ودونما أن اضع بعض الخيالات الكبيرة الآملة الطامحة ؟ تعلمين أنك الخيال الوحيد الذى أبوح له بكل الآمال الكاذبة التى لا يجرؤ أى كائن منهم على أن يفصح به للكائن الذى يسكن بجانبه فى البيت الكبير المسمى خيالى وعقلى الباطن، تعلمين كم هو صعب على أحدهم أن يواجهك بمثل هذه الحقيقة لإنه يشعر بالتقزز من نفسه لإنه يخرج من لسانه مثل هذه الفظاعات ، فقط تحمليهم بحق الرب الذى يعلم متى سنلتقى.

نعم هذه أحد أكثر الرسائل واقعيةً لما تحمله من الكثير من الأشياء التى لا يطيق أحدهم البوح بها لكن خارت القوى وصارت كل المواضيع متشابهه وكل الأمور تنتهى بالفشل أو الخسارة الفادحة القاتله. يعلم الله كم يكره مثل هذه النهايات والإنهيارات الساحقة القاتلة ، لكن لا بد من التقبل والمضى قدماً فى الطريق والتمتع بالحالى من المعطيات والصبر على مشقة المعاناة. تعلمين كم ينخر الإكتئئاب فى جسد صاحبه ، فتخيلى كم صارت الأمور بلا حشو ، صارت الحياة بلا قوام ونُخرت حتى صارت هشةً لا تقوى على الذى كانت تقوى عليه قديماً ، فتعالى أقل لك أنه صار بدون أدنى مبالغة لولا الله وتلكم الشئ لآلت الدنيا إلى ما هو أسوء من المعتاد عليه، لكن نشكر الرب على الشئ.

لن أتحدث عن الشئ ، لن تنالى شرف المبهج من حياتى ، فأنت الحمقاء التى أذاقتنى مر الحياة، فقط تعالى أقل لك ما هو أهم من هذه الأمور السابق ذكرها ، لقد اشتقت لك وصارت كلماتى المكتومة التى لا تكتب لك زيادة لما لا أطيق احتماله ، فقط أنتظر ذلك اليوم وتلكم القبله والقليل من المداعبه ونوماً هنيئاً تمتزج فيه أجسادنا سواً دونما أدنى خوف من قادمٍ او ماضٍ ، نحن صرنا معاً واشتركت حياتنا. سيحدث حمقاءى الجميلة.

المخلص الوفى دائماً وأبداً

أنا