الجزيرة التى وعدهم بها الرب
عزيزتى الحمقاء تعالى أحدثك عن أحدهم تآلفت الأرواح واستقرت أن قد حان وقت الراحة ، صُممت المجالس وارتاحت المنهكة المتهالكة أجسادهم سوياً ، لكنه لم يحن وقت الراحة بعد، بدأت تتوالى عليهم المنغصات ، صارت تتفنن فى أن تؤلمهم حيث يخافون ، صار الهلع والصراخ عنواناً لهم ، نزفوا الدموع ، سكروا من صوت صراخهم ، أعيتهم النشوة المفقودة بينهم. حاربوها وتشبثوا ببعضهم البعض ، قاتلوا كما يقاتل الصياد فى تلكم الغابة الموحشةُ التى اضطر أن يسكن بها بعيداً عن صخب المدينة القاتم المُشين. لم يكن هيناً أو سهلاً قتلها ، لكن لكل جميل تضحية ، وجب عليهم ان يُضحوا بالراحة الزائفة ، بالأوامر المُطلقة ليخضعوا لجهنمهم الخاصة ، ضحوا سوياً بالمنطقةِ الهادئةِ من الحياة، قادوا سفينتهم إلى الموج كى ينالوا فرحة الاستقرار بتلكم الجزيرةِ التى وعدوا أنفسهم بها ، تلكم التى يعلم كم هى حلوة الربُ. كان طريقهم بالصعب جداً، لم يكن ممهداً أبداً كما كان لمن يعرفوا، أصرت أن تذيقهم الأمواج مما قد يهلعون من قوته فيقررون الغوص والاستسلام للظلام الذى يسكن فى العمق، فعلوا ذلك كثيراً ، أهابهم الألم فصاروا يأتون للعمق كثيراً ،...