سهل جداً تكون قريب بس الصعب إنك تحافظ على القرب دا وتعامل اللى قريب منك بالشكل اللى يخليه عمره ما يبعد عنك بأى شكلٍ كان. فى الواقع محدش هيكون خايف على حد بشكل كبير غير اللى مقدر وجودك و مقدر غلاوتك و أهميتك فى حياته، مفيش حاجة اسمها نعيش حياتنا و نقفل على نفسنا مع إنه أكثر حاجة آمنة فى الزمن الجميل اللى بنعيش فيه دا بس لا بد من إننا نتلسع و ناخد خوازيق من ناس كُنا بنقول إنهم فى القلب و كدا بس فى الآخر بيطلع إنهم بياخدوا أوضه و يسيبوها و يمشوا و يسيبوا خرم كبير جداً مكان ما مشيو لحد ما بنقدر نتخلص و نرمى العفش بتاعهم من الأوضه و نظبطها ترجع كما الأول فاضية و نحط باب كمان بعدد اقفال أكبر عشان الأوضة دى ما تتفتحش لحد ثانى مهما كان مين هو و علشان نقدر نسد الخرم الكبير اللى موجود. بس بيجى بعدها حد يقدر على الأقفال و هكذا يمشى و اقفال جديدة و أبواب أكثر ، و هى دى الدُنيا. عمر ما أهلك بيكون ليهم أوضة ، هم البيت اللى فيه الأوض دى كلها ولما حد منهم بيتوفى و مش بيكون ليك حد غير نفسك بتحس إن البيت اساسه بدأ يشرخ منك و الدنيا بدات تضيق عليك و الحياة بتكون اغمق فى عينك و بيروح من الضئ بتاعك حبة حلوين ، خصوصاً لو كان اللى مات دا هو ماما ، الوضع ساعتها بيكون إنك مش قادر لا تتكلم ولا تكتكب و لا تعمل مجرد متنح.
الأصعب من إنها تموت بقى إنها تكون عايشة بس مش بتتعامل معاك و بتتجاهل وجودك و أنت بالنسبة ليها حمل و لا قادرة تواجهك بأى حاجة ، و آخر كلام بينكم كان شبه شد عشان أنت بتحاول تخسر عمرك و حياتك. فى الواقع الأحساس بإنك عالة و إن المحيطين بيك والقريبين منك شايفين إنك شخص لا يستحق أى عرفان مهواش جديد ، لكن الوضع بيزيد سوءً لدرجة قد تصل بيك إنك تبقى قاعد مش قاعد وحياتك عبارة عن سلسلة متواصلة من القرف و عدم الراحة و القلق و الزهق من كونك مهما عملت و مهما حاولت مجهودك دا شئ غير مبهر بالنسبة لينا و عمرنا ما هنرضى عن أى فعل أنت بتعمله و هانفضل بنزود فى البُعد و التعامل السئ لحد ما ترضخ و تكون شخص منصاع لكل أوامرنا و كل حاجة إحنا عاوزين نخليك تعملها.
الوضع بيوصل لإنك خلاص كل كلامك عن أى حد من المنطقة دى بيكون وحش و بيوصل لإن الناس اللى بتكون حوليك بتكره الناس دى و بيكون عندهم رد فعل سلبى و بدايات كره للأشخاص دى لأنها أشخاص غير لطيفة بالمرة ، و يوصل لأنك تبقى خلاص مش عاوز تتكلم و تحكى لأن مفيش جديد و الوضع بيسوء بشكل اكبر من الأول لدرجة تخليك تفكر تنتقل من المكان دا و تسيبه و تقعد فى أى مكان ثانى بعيد عنهم عشان هو العمر واحد و لو هانقضيه و أحنا مش طايقين و لا بنكلم بعض ، فا على إيه؟
النفسية فى الأصل من الحياة تكاد تكون مُحطمة و الباقى منها سعيد بما هو فيه حالياً ، و بيسعى ليه و بيحاول يكون معاه طول الوقت، لكن فى الأصل أنت ليك مرجع و مكان هاترجع ليه عشان دا الملجأ ليك فى الفترة دى و من ساعة ما جيت الدُنيا، فلما يكون مكان غير مريح و يكون مكان قمئ بالشكل دا الانتقال منه هو الحل الأمثل فى مثل هذه الحالة و بيكون من الصعب عليك تحمل الوضع دا لو أنت وضعك فى الأساس غير متزن و غير مستقر و محتاج لعلاج نفسى و تطهير لكل الصدأ و العبث اللى جواك.
يمكن حلو المسكنات اللى بنحاول نعملها لمجرد إننا نسكن ألم اللى بنعيش فيه و بينخر فينا ، بس بيكون مستحيل إنك تسكت صوتك و هو بيأن من الوجع و بيتفشخ من كثر ما هو حزين و مكسور بسبب نظرة ناس للحياة أسوء من أسوء ما يكون و ضيقة بشكل ما يعديش الجمل من سم الخياط.
الهروب حل سئ و حل بشع و ثمنه غالى جداً ، لكن أعتى دكاترة الطب النفسى مستحيل يتقبلوا الوضع دا بأى شكلٍ كان لإن الشذوذ القائم عليه هذا البناء مستحيل يخرج شئ سوى منه، بناء مريض يحتاج للعلاج كما قيل يعنى. شوية مرضى فى مكان واحد بيطلعوا امراضهم على بعض، فا احنا ننأى عن المرضى دول و نصلح ما افسدوه ونحاول نكون سليمين يعنى.
تعليقات
إرسال تعليق