لِمَ أصبت بهذه الخيبة القاتلة؟ لِمَ أتتنى هذه اللفحة القارصة البرودة واستولت على كل مفاتيح حياتى؟ لم يكن فى الحسبان هذه المرة أيضاً أن كل شئٍ سينهار، كنت غراً وقد كنت فى عنفوان حماسى أن مرحلة الضغط قد وَلْت على خيرٍ وأنى قد أديت أداءً حقاً لست بنادمٍ سوى على البعض من التفاصيل التى قد تركت الله يدبر لى ما يريد لأن تدبيره احسن تدبير.

فقط؛ كنت اتمنى أن اذهب فى تلكم المخططات قدماً وأن تبتسم لى أحد مخططاتي لا أن تذهب جميعهاً سدى وأن يكون مصير ما قد رسمت أن يُمحى بجرة ممحاة. فقط اعلم أن الله قد خبأ لى ما هو أفضل، لكن الحزن قد تملكنى وسيطر علىَّ حتى أنى لا اقدر أن اهرب من هذا الرفيق الجديد وأن استمتع برؤية صديقةٍ أو لقاء رفيقة الدرب/حبيبتى. فقط لحظات سعادةٍ تنتهي السعادة باختفاء مسببها، لا مفر من التهام كل ما كان جميلاً وأن يلقى الحزن بجثته على أعتاب الفرحة وأن يدفنها حيةً وأن يبقى هو!.


قد نخاف ولا نفصح لأحدٍ عن خوفنا، قد يتملكنا رعبٌ ولا نجرؤ على التكلم عنه أو التلميح أننا قد نصاب بأحد هذه الأعراض. لا نخبر أحداً أننا كنا لا ندعُ أحداً يقترب منا لأننا لا نقوى على فراقهم، كنا وهذه هى أحد أكبر مخاوفنا تم هتك ستارها، أصبحنا نحب، وصرنا متيمين بحب من نحب، قد ذابوا فى تفاصيل حياتنا، نهواهم ولا نقدر على فراقهم وأن يصابوا بمكروه، نضحي بما نملك من أجل رؤيتهم فى قمة سعادتهم بما نصنع لهم، نحيطهم بأذرعنا وقلوبنا ونحميهم من بطش الأيام وغدر المحيطين بهم. قد آذتنا محبتنا لهم بأننا صرنا ضعفاء، صارت حياتنا من دونهم فى تخيلنا حينما نصاب بنوبات هلعٍ أحد أسوء التخيلات التى قد نصاب بها على مدار اليوم. حينما نفعل فعلاً قد يضر مستقبلنا مع بعضنا البعض نصاب بنوبة شك فيما نفعل وأننا لسنا بأهلٍ للمسؤولية وأن كل شئٍ قد ينهار بسبب مثل هذا الفعل السئ، وأن سلسلة الأحداث هذه قد تؤثر على مصير العلاقةِ إلى أبدِ الآبدين. أننا نتوه حينما نركب المواصلات ونرى الناس وهم تعساء من دون خواتم بأيديهم ان هذا قد يكون مصيرنا، وأن حياتنا تصبح بلا مأوى وبلا نهاية، تأخذنا تلكم اللحظة وتتركنا فى البحر الهائج بلا شراعٍ وبلا قارب، فقط لوحٌ خشبى مهترئ والموج الأزرق يبطش بي.


لكن تأتينا الدلالات البسيطة أن هناك لمن صبر وكد وعمل بجدٍ نصيب مما فعل، وأن الكرم والسخاء يأتى من السعى والجهد الطيب المكلل بالصبر. فقط من يركضون هم من يصلون إلى خط النهاية، لا يهم كم استغرقوا من وقت للوصل، لا يهم كيف كانت رحلتهم للوصول إلى خط النهاية، فقط يصل من ركض بجد وثابر ووضع لنفسه هدفاً أنه يجب أن يصل إلى تلكم النقطة. نعم الحياة شديدة القسوة وقد تصل بنا إلى لحظات يأس وقنوط تفطر القلوب وتحطم العزائم، لكن علينا أن نتذكر أن لا سعادة من دون سعى إليها ولا سعى من دون الكثير من المجهود، وأن لا مجهود من دون عزيمة وصبر، وأن الصبر على الشديد السئ افضل أنواع الصبر على الإطلاق وأن للصبر ثمناً يُدفع مقابله سعادةٌ ورضا لا يقدران بثمن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في رثاء عزيزةٍ

Mania -1

نعكشه