لِمَ ؟!
لا اعلم لمَ أنا بهذا الموقف من الحياة، لمَ أنا المخطئ رغم أني لا افعل ما يجعلنى فى هذه المكانة سوي أنني لست مسخاً او أياً شئ آخر. فقط اختلف عما هو متعارف عليه من جميع النواحي سواءً كانت اجتماعيه ثقافية دينية أو أياً يكن. فقط لا ادرى لمَ!
كُلُ شئٍ ينهار فوق رأسي وتأتي كلُ الأشياء متتابعة، فقط الله يعلم كم من الألم اكابد ليلاً لأنام، كم من المجهود اكبح لكبت ما يؤرقني وما يقتل الفرحة إن زارتني. لا اعلم كيف اشخص حالتي ولكني حزين، حزني يجعلني ادفن كل ما املك من طاقة بأن اصمت، لا املك رفاهية التعبير، فقط بعض الشكوي والكثير من الصمت. تسألني مديرتي بالعمل لمَ أنا على هذه الحالة، دائماً يبدأ حديثنا " مالك يا أحمد شكلك مش عاجبني! أنت كويس؟ " ودائماً تكون الإجابة " أنا كويس صدقيني يا مونيكا، شكراً على سؤالك :) ".
يأتيني من الاخبار والانجازات البسيطة التي كنت اطمح إليها ولكن بدون جدوي، فقط الكثير من الألم والصمت ولا تعبير عن أي شئٍ. تصفح عابر لتويتر الكثير من الأشياء الحزينة، الكثير من الأصدقاء في مرحلة الحزن التي تسبق التخرج، لا أحدَ منهم يعلم كم اغبطهم لتجاوزهم هذه المرحلة من الحياة. كم اتمني أن تكون هذه المرحلة هي المرحلة التي اكون بها. يعلم الله كم ادعوه كي يخرجني منها سالماً غانماً.
منذ قليل قابلت اسماعيل ؛ هو أحد من عرفتهم بالمرحلة الثانوية، كان احد افراد الفصل بمدرسة السعيدية العسكرية، كان من الاشخاص الطيبين الذين لا أذى من ناحيتهم، قابلته في دهشة كم غيرته السنون، مر على آخر مرةٍ رأيته بها ما يقرب من 7 سنوات، قد زارت الحياة معالم وجهه وغيرته، لكن مازال هو نفس الفتي المبتسم والسعيد لرؤيتك والحرارة في السلام الصادقة منه. لا اعلم لم كنت سعيداً في أول المقابلة وإذ فجأةً انقلب المشهد إلي سواد معتم، لمَ أنا هنا؟ لمَ لست في المكان الذي ارجوه؟. في تلكم اللحظة فقط سمعت صوتاً أني لست الذي ارجوه ولكن لعل ما ارجوه آت وأن ما نحن فيه هو مرحلة تمهيدية لما سيآتيني.
لا اريد أن تزور ماكينة الحلاقة شعرى واطلقت العنان للإكتئاب أن يعيث فساداً، في مثل هذه الأوقات يكون شعري مهذباً وانفض عنه طوله العجيب، وتنبسط أسارير من لا يحبه طويلاً، ونخوض في جدالات عن مدي غبائي وأنه لا يجوز ان افعل هذه الفعلة مرة أخرى.
الغيب أحد اصعب الأشياء التي نُطالب أن نرضي بقبولها، ومعرفة ما هو قادم سئٌ هو الآخر، لا أحد يسطيع أن يتحمل نتيجة معرفة القادم، ستظل هذه أحد اكثر الأشياء استنزافاً للطاقة.
قد لا يأتيك الرزق مالاً بل سنداً من بعد الله على هيئة أصدقاء مقربين، أخباراً تأمل أن تحدث لك، معجزةً تُغير كل ما تملك، فإن لم تأتيك احداها فلا تأيس، لعلها تأتيك ولعلها لا تأتيك، هو رزقٌ. لكن إن أتتك فلا تفرط فيها ولا تتركها تذهب من يدك. قد يكون شخصاً تألفه روحك، كن عاقلاً وسطياً ولا تُحمل نفسك فوق طاقتها وخذه معك في طريقك القادم.
تعليقات
إرسال تعليق