لا شئ يَهُم

عزيزتي,

لا تقتربي أكثر.
لا تحاولي إصلاح ما أفسد، لست مجبرةً أن تحرقي أرضً بور. عزيزتي لا تقدمي لي العصير، ولا كؤوس الخمر ستنسيني، سأقبل بفنجان قهوةٍ قبله الموت قبلي برشفة. لست انت السبب لا تقلقي، فأنا لا أؤمن أن قصص الحياة سبب دمارنا، نحن من ندمر نفسنا بنفسنا باستقبالها بهذه الطرق؛ لكي اكون واضحاً وصريحاً لا اعلم ما انا مؤمن به.


أنا بلا هوية، لا أعلم من أكون. لست بالهادئ المتزمت ولا بالمتحمس المتقد نشاطاً. لست أحب من أعماقي ولا بالميت الإحساس. لست بالصديق الذي يظل للأبد ولا بالصديق الذي يصلح ما افسده الزمن. لست بالحبيب الجميل ولا الحبيب المبهر.

أنا عاديٌ جداً، سأترك هذه الدنيا بلا اي قيمة لن يفتقدني احد، لم استطع ان افعل لنفسي ما اريد، لم اصبح مع حلمت به.

لا اعرف ماذا اريد، لا ادري ما انا بارعٌ به. الكل يقول ان لي مستقبلاً مبشر بالكثير من الخير، لكني لا أراه ولا أري ما يتحدثون عنه. سحقاً لي ولَك.

لم تنظرين لي هكذا! لا تربتي على كتفي، لا تبكي من قسوة حالي، لا أريد شيئاً من أحد، فقط أريد ما اتمناه وإن لم يكن هذا فلا طاقة لي بأي نزاع او شجار، صارت الدنيا لا تُحتمل.

من أنا لأتكلم عن ما أعاني، تأتي الدنيا بما لا نشتهي تأتي بما لا نريد، تعلم ما هو اصلح لنا ولكن لا نعرف كيف نقبل هذه التغيرات.


اشتاق لأن أبرع بشئ، أن أعود طالباً نجيباً وأتقن ما اسمع وان اكون مُلماً بكل دروسي، أن اعمل على كود برمجة وأَلْعَن غياب تركيزي لما استغرقته من وقت. اشتاق لعب الرياضة وتحقيق الانتصارات، اشتاق أن تكون لي هوية. اشتاقني!.

عزيزتي، انهار كل شئ، وما بقى هو لا شئ، لا إيمان لا ثقة لا شئ.

إلي اللقاء إذن.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في رثاء عزيزةٍ

Mania -1

نعكشه