مذكرات مكتئب .. لا يعلم شيئاً 1
مساءٌ لا خير فيه ولا شر، هو فقط ليلٌ سرمدى، يمرح فى عتمته الفراغ، يتجول باللاشئ الذى يحويه ليفرغ كل شئٍ من معناه وما يحويه من مشاعرٍ قبيحةٍ كانت أم جميلة. ساحباً وراءه الكثير من الأشياء، تاركاً خلفه صديقاً يكره النور، يبقى فى الخفاء ولا يتجرأ أن ينطق أبداً، فقط يترُك أثره البائس الحزين فى خفايا الأمور، لا تعرف أنه مر من هنا دون البحث كثيراً، تتوهم للحظةً أن لا أمل فى أى شئٍ، لكنما حينما ترى أثره تعلم أن لا فائدةً من المحاولةِ أبداً.
أقف أنا هنا فى هذه البقعة، أنا لا شئ؛ لست اللاشئ لأن اللاشئ مُعرفٌ على الأقل. أطوف فى الفراغ كما طاف كاستيال حينما مات فى أحد حلقات المسلسل، حينما مات، ذهب إلى أرضٍ سوداء، لا شئ يتحرك، لا شئ بالمعنى الحرفى. كتلك المادة التى اكتشوفها، هى أكثر مادةٍ تمتص الضوء ولا تعكس منه سوى القليل، لا ترى ما يكنه اللون، يمتص كل ما حوله، ولا يعكس لك أى شئ، مثلى تماماً. أمتص الغضب والحزن، الفرحة والسعادة.
دعونى اتحدث قليلاً عن كاستيال، هو ملك من ملائكة الرب المحاربين فى الأرض، صديقٌ للبشر، قتل من قبل الشيطان الأكبر لوسيفير، حينما قُتل ذهب إلى أرضٍ سوداء كما ذكرت آنفاً، حينها فقط تخيلتنى، ملقى على السواد، لا أعلم هل أنا اطفو؟ أطير؟ أم أنا على أرضٍ صلبة لكنها سوداء؟!. سأفكر كثيراً ما الذى حدث؟ حقا " كل دا كان ليه؟ " لم كل هذا الفراغ بداخلى؟ فقدت الاحساس بالعجز، بالحزن، بالفرحة، بالسعادة! اللعنة!
لمَ أنا باقٍ حتى هذه اللحظة؟ فقط أريد أن اعلم، وإن اقدمت على الإنتحار سأذهب إلى فراغ آخر، ولكن الفراغ الذى أنا فيه يقتلنى إلى حد المقامرة والدفع بنفسى من نافذة غرفتى، أن ابدأ فراغاً جديداً لعل لى نصيباً أفضل هناك!
حقاً يكفى هذا..
حقاً يكفى هذا..
تعليقات
إرسال تعليق