في رثاء عزيزةٍ

شعور بالوحدة، شعور بالندم على كل حاجة بعملها وبحاول اعملها الفترة دى لأنى مبعملش حاجة وبتحرك فى مكانى، بتحرك وأنا واقف بدون أى حاجة فعلية، الناس بتتغير وبتتحول وبتتحسن والوحيد اللى قاعد مكانى بدون ما أتكلم ولا اتحرك ولا أهبب أى فى الحياة، بكون عن حياتى مسلسل كله سواد، مفيش أى نور ولا أى تفاصيل خالص، يمكن مفيش حاجة الواحد يقدر يتكلم عنها ولا يتعرف على ناس جديدة بيها، بتكسف اعرف ناس جديدة والموضوع بقى مؤلم، اعرف ناس جديدة وأقولهم إيه يعنى؟ بلا ولا شئ بمعنى الكلمة.

حتى الناس اللى اعرفها، خسرت أغلبهم والباقى الحمد لله يعنى حدث ولا حرج، يمكن أنا غلط فى حاجات كثيرة، بس كونى بقيت شاكك فى القلة القليلة الباقية ونظرتى وتعاملى معهم حاجة بشعة والموضوع مبقاش صحى بالمرة، بقيت بمر بكل لحظة وسط الناس اللى اعرفها بشك فى كل حاجة بعملها وبشك فى كل تصرف بتصرفه، وفى الآخر بوصل للنقطة اللى بكون فيها أفضل لوحدى، بدون نزول من البيت ولا سؤال على الناس، بحاول ما اخليش حد يتعلق بوجودى ولا يكون معتمد على وجودى مهما حصل، يمكن بحاول لسه اساعد الناس ولو أن الموضوع مش فارق معايا فى حاجة، عادى يعنى زى ما كنت بذاكر للناس وبحاول أخليهم ينجحوا، ادينى بساعد الناس عشان نفسيتهم تكون أحسن ولكن أنا نفسيتى ولا بتتحسن بتتنيل أكثر وبحس بالقهر والعجز لوحدى.

الدكتور بنالسبالى بقى حاجة مؤلمة، بقيت دائماً شايف فى عين الناس كلها أنى قليل، ولا حاجة، مش كفؤ أنى أكون وسطهم ولا محاط بيهم، قلة قليلة من بتخلينى أحس بأنى شخص كويس أو على الأقل مقبول وسطهم، بس الحمد لله وقت ما بفتح بُقى بكون محتاج اقفله تانى عشان مفيش حاجة عدلة بتطلع منه، وبقيت بميل للسكون والسكوت أغلب القعدات عشان دى طبيعتى، بدون أى فرهدة ولا ضحك ولا أى حاجة، هدوء عام فى المكان بدون أى كلام.

كسم حياتى. كل حاجة عاوز اقولها تتخلص فى أن كسم حياتى، على جميع النواحى كسمها. كسم العشم اللى يخلينى أبقى رايح الكلية عشان اسمع نتيجة الالتماس وأنا عارف أنها هاتطلع مفيش أى تغيير وألاقى نفسى رايح عندى أمل أنه هايكون فيه تغيير وهانجح، ولما أسمع أنه مفيش حاجة اتغيرت أبقى حاسس بإنى مضروب بإزازة مكسورة من بنورة كبيبرة فى قلبى.

كسم احساسى باحتياجى للناس والصحاب وكل الخرة دا، من الأول كنت منافق أو بحاجة غير اللى الحقيقة بتاعتى، بس لما حقيقتى ظهرت بقيت منبوذ ومفيش حاجة كويس ممكن الواحد يتقبلها فيا.

اتمنى يجى اليوم اللى اتخلص فيه من الأحمال دى، يكون همى الشغل واطور من نفسى ومبقاش تافه وعبيط زى دلوقتى، اتخلص من كل الناس اللى حوليا ومبقاش قريب من حد تماماً، اتعامل مع الحياة بسطحية تامةً زى ما بتعامل مع الموت بكل أريحية، اكمل مشوار المتطلبات البسيطة والقليلة كمان فى البنى آدمين، لا قرب مهم ولا بعد مهم، وكسم أى حاجة هاعوزها من حد ما اعوزهاش، افضل لوحدى، يمكن معرفش اكون لوحدى ووحيد إزاى أكثر من كدا، وهاتعامل مع الموقف إزاى، بس هم بيقولوا " أن الشخص بيتحط فى الإبتلاء اللى هو فيه عشان خاطر هو قد وقادر على تحمله ".

مبقيتش بعرف أنام بدون أدوية، وبقيت لما مش بنام كويس بنسى وبسقط وممكن الوقت يعدى عليا بدون ما أحس أن ورايا حاجة كان المفروض اعملها، اتمنى من الحياة تقضى عليا تماماً ويخلص كل لحظات العشم والتمنى والفرح، اتمنى احساسى يموت تماماً وميبقاش فيه أى رواسب احساس والكل يتعامل معى بسطحية واتخلص من كل الأشياء المعلقة فى حياتى، اتمنى حياتى تنتهى.