التاسعة بعد العاشرة ( شظايا حائرة )

سئمت التخفى، سئمت التصنع. لم اعد اقوى على القول ولا الضحك، سقطت كل دفاعاتى، صحوت من النوم متكاسلاً عن العيش هذا اليوم، فقط أريد العودة إلى ما كنت عليه، سكرٌ دون مُسكِرٍ، هدوءٌ لا استطيع رفضه، فقط اتناول وائى واستسلمُ لما يتبعه من نوباتِ قلقٍ وتفكيرٍ زائد فى مهية الحياة ولمَ أنا شَقِيٌ إلى هذا الحدِّ.

تتزايد نبضات قلبى حينما يذهب النوم عنى، فقط اليوم قلبى ليس مؤهلاً لخوض تجربة الحياةِ يوماً آخر، أريد النوم، أريد أن اعود لذلك الحُلم الغريب، الحُلم الذى كنت فيه شخصاً يُقتل، هذا أفضل بكثير من ألم قلبى الذى بدأ ينتشر فى النصف الأيسر من صدرى ويتسرب كما يتسرب الماء من الفواصل المحكمة الغلق للسد، فقط يختلف هنا أن السد اصبح لا يقوى على احتمال الضغط، تفككت روابطه واصبح لا يقوى على احتمال الألم. حسناً هو الآن يكتب الكلمات ولا يقوى على التحمل أكثر، لكن نحن فى النصف الآخر من اليوم، النصف الأصعب على الإطلاق، لكنه ليس محل حديثنا الآن.

نعم عزيزتى، أنى اكتب لك مجدداً، اعلم أنى قد غبت عنك سنيناً كِثار،قطعت كلَ سُبُل الوصل، فقط تركت لك قبلة على رأسك وتسللت خارجاً دون ميعادٍ للعودة، لم اعلم أنى سوف اعود مهزوماً مُحطماً كما أنا عليه الآن، اعلم أنك لن تعترضى على عودتى، وإن فعلتى فإنه فقط من غيظك أنى عُدت بعد آوانٍ قد مات وفات. اعلم أنك لست حقيقةً، فقط أنت من نسج خيالى أواسى به وحدتى وبك احاول يائساً أن أملأ الفراغ الذى قد ساد به السواد، أنت رفيقتى فى أحلك الأيام ظُلمةً، أنت من أُحب بدون نِقاش، أنت كوبُ قهوتى المُر.

قد مرَّ على حديثنا الأخير كثير، فقط قولى لى صدقاً هل تغيرت؟ هل زادت جروحى عمقاً وزاد الشيب فى القلب انتشاراً؟ اعلم الإجابةَ مُسبقاً، لا تصدقى، فقط جاملينى وجملى الحقائق لى.

تعلمين!، احببتنى فتاةٌ حباً جماً، وأنا كسرت قلبها بأقسى السبل بشاعةً، لم اعلم حينها لمَ افعل بها هذا الفعل، فقط لأنى لأول مرةٍ فى حياتى أصدق مع من أمامى أدى ذلك لكسرس قلبها، لم يكن لها فى قلبى أى مكانٍ، فقط هى كانت تحبنى حباً لم اعهده فى حياتى، لكنى دمرت لها كل ما كانت تملكه لى، حتى أن وجودى الافتراضى أمامها دُمر وقررت أن تقطع كل السبل التى قد تذكرها بوجودى على وجه البسيطة، أنه شعورٌ قاسيٍ أن يكون وجودك أو ذِكرُ إسمكَ شئ يسبب الألم، حسناً ليس باليد حيلة، ما فُعلَ قد تم وهو ماضيٍ لا سبيل لإصلاحه، فقط الإعتذار الصادق أقصي ما أملك وما يحدث بعد ذلك هو رد فعلٍ لما فعلت، وهو حق مشروع.

قد أخذتني رغبتى فى الحديث والتكلم معك عن قول ما أريد، لقد سئمت يا عزيزتى، كرهتُ العيش مظلوماً ظالماً لنفسى، فقط أريد حياةً سهلةً بسيطة، بها القليل من التعقيدات والكثير من الأمور السهلة الجيد منها والسئ، لا أعلم لم حياتى بهذه الصعوبة والسوء. تعلمين كم كنت شخصاً جيداً؟، دعيني أقل لك أنني لست ما كنتُ عليه، أصبحت مسخاً لا يُطاق ولكنى سعيد بأنى متصالحٌ وراضٍ عما وصلت إليه.

لم أعد ألبس أقنعتى المبهجة، تخليت عن المرح الزائف والكلام الكثير المنمق، أصبحت صريحاً، أعلم جيداً ما أنوي فعله، فى بعض الأمور المهمة لا أعلم ماذا أريد ولكنى أعلم عن القليل ماذا أريد منه.



الوفى المخلص دائماً وأبداً
أنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقط، استمتع.

الجنوبي - الإهداء

الصمت كالسوس