العشرون .. لم أزل منصور ولن أهزم

مساء الخير،
بعد التحية والسلام، لقد كنت على بالى طوال اليوم، لم أكن أعرف لمَ جلست بجانبى وتركتِ كل الحاضرين، لم صرفت النظر عن الكثير من الشباب الأوسمِ منى شكلاً وروحاً، حسناً ليس هذا مقاماً لمثل هذه الأسئلة، دعينى أقل لك ما كان على بالى الليوم.

تعلمين أنى ذهبت اليوم إلى مكان يوجد به الكثير من الأشخاص الذين اعرف وكنت طبيعياً لأول مرةٍ منذ زمن، كانت الوجوه حقاً باسمةً لأنى ظهرت أخيراً وقابلتهم، صافحت بعضهم وقبلت بعضهم - لا تنظرى لى هكذا، أنت تعلمين أن اقبل الفتيات الجميلات حين افتقدهم، لا افعل هذا بشهوانية، فقط افعل هذا لأنه من الأدب- وجلسنا نشاهد الفيلم.

كان الفيلم يتحدث عن قصة حقيقيةٍ لشابٍ أرعن يفعل ما يشاء مع الفتيات، يملك من الوسامة القدر الكبير، لا يمكنُ أن ترفضَهُ فتاة في الجامعةِ، يشرب الكثير من الحزن الممزوج بالكحول المُسكر لعقله الهائج. رأيت نفسى في تخبطه ومحاولات اخفاء الهشاشة الكامنة بين جفنيه حين ينظر إلى من يعرف، تجعل من عينيه بروازاً حزيناً للوحلة قاتمةِ البؤسِ. فقط يحلم بكوابيسٍ ليست الأفضل على الإطلاق، ينظر إلي أشلائه المتناثرة على جوانب الحلبة بعد أدائه للقفزة التى يطمح أن يحقق بها إنجازاً.

يقابل رجلاً عجوزاً سنعرف بعد كثيرٍ أنه من صنع خياله، أن كل ما يفعله المرء بنفسه هو محض اختيارات علينا أن نتحمل عواقبها. ينتهى الفيلم وأنا بداخلى الكثير من المشاعر المتضاربة، نعم، أنا مقاتل، أقاتل كثيراً وهزمت كثيراً، بين جنبات صدرى احمل قلباً سئم من الخسارة، لا موضع فيه لندبة يأس أخرى. تيقنت أننى على الطريق الصحيح عزيزتى. أنى اعانى من أجل أن أجد نفسى، أن اتخلص من أنا التى تبقينى على ما أنا عليه، أننى أعرف من هو العجوز الذى سيرشدنى حين أحيدُ عن الطريق، من ذا الذي سيضربني بشدةٍ حين أفكر فى التراجع والإنسحاب.
“A warrior does not give up what he loves, he finds the love in what he does”
ادركتُ حقيقةً أخرى، أننى لن اعلم ما أحب حتى اختبره وابذلَ فيه طاقة جمة، سأموت من التعب، سأهجر الكثير من الرفاهيات والمتعة والرخاء، لكننى لن أبقى أبداً مكتوف الأيدى، سأنتصر؛ لم أزل منصورولن أهزم.

حسناً عزيزتى، من الواضح أننى أسير على خطىً ليست بالسيئة، لكنى لا أملك ضماناً أنها ستكون ناجحةً وستثمر عن الفلاح، فى الحقيقة، لا طريقة تثبت لى هذا.

الذى أريده، أن استقر، أن اجلس فى غرفتى أعلم تماماً أننى لن أُجبر على أى شئ، أننى حرٌ طليق، أُحاسب على ما أفعل، لا أُحاسب على حسابات من حولى.

فقط هل أتيتى؟ نعم إنى اطلب منك المجئ، فقط أنت من سيعرف كيف يهون على ما أكابد، أنت فقط من سيزيل ألم صدرى. أتعلمين أننى عُدت للأحلام السوداء البشعة؟ أننى عُدت للموت صديقنا القديم، من حاولنا كثيراً التخلص منه لكنه شق طريقه من جديدٍ إلى أحلامى يا فتاتى.

فقط عودى!.

المخلص دائماً وأبداً
أنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في رثاء عزيزةٍ

Mania -1

نعكشه