الواقع القبيح .. الثانية بعد العشرة الثانية

بعد السلام والتحية والكثير من العتاب الموصول بالكثير من اللوم،

  نعم لست الذى يبقى كثيراً، نعم عندى عقدة، لست أنتِ من سيغير ما أنا عليه، فقد ولدت وأنا مُلزمٌ أن افعل كذا وألا أفعل كذا، لم أُربى على التفكير والبحث والتقصي، رُبيت على السمع والطاعة، فلا تُفكري أن من أمامك الآن هو ناتجٌ من تربية، فقط يا عزيزتى هو صراعُ أجيال، جيلٌ فشل فى النجاح ويسعى بأقصى ما يملك من جهد أن يحقق ما فشل فيه بى، إن لم يسعدوا فى حياتهم فيجب علينا أن لا نفعل ما فعلوا، أو ألا نفعل ما فعله غيرهم ولم يسعدوا، ناهيك عن الكثير من التطور والحداثة بين الجيلين، لكن المعتقدات العفنة الراسخة واحدة.

" إني أعانى إني أموت إني حطام، حشاكِ عمري أن أفكر بانتقام "
 فهموا أننا " جندٌ من جنود الله " فقاموا بمعاملتنا على هذا الإثر، الجندى لا يبكى، لا يحزن، لا يكتئب، وإن حدث فهذا لأنه ليس قريباً من قائد الكتيبة " الله " ويكأن قائد الكتيبة لم يخلق مثل هذه الأمراض النفسية و " خلق لكلِ داءٍ دواء " فالبعوضةُ مثلاً أفيد مما رُبينا عليه، تحمل الداء والدواء، على عكسنا نحن، نحمل السُم القاتل، يزرع بداخلنا الكثير من السموم، الكثير من العقد والنقص البين، ثم نكبر لنحصد ما زرعوا هم، نحصد الكثير من العقد النفسية، وزلازل فى ثقتنا بنفسنا، وأنهم لم يحصدوا من ورائنا أى شئ جيد، فقد خذلناهم وأننا نبتٌ شيطانيٌ ولسنا ما زرعوه، لا يعلمون أننا حصاد ما زرعوه، هم حمقى، لا يرون أنفسهم فى المرآة لحظةً واحدة، أننى لست سوي ما قاموا بزراعته مع الكثير من الأخطاء التى اقترفتها بسبب ما زرعوا فيَّ، عن كلِ علاقاتى الفاشلة، عن أننى لا أرى نفسى مؤهلاً لأن أكمل فى علاقة كاملة، حتى أنتِ عزيزتى، أخاف أن نلتقى، وتظلين بعيدةً فى كوكبك، تنزلين أحياناً على كوكبنا فى صورٍ عديدة لكنك لا تمكثين كثيراً لأنك لست بقادرةٍ على تحمل العفن الكامن بداخلى، لا ألوم عليك، فقط ألوم نفسى لأننى تركت نفسى اذوب كما يبلى الثوب علينا، استخدمت كثيراً، استُنزفت ولا أقوى على الوقوف على قدمى مجدداً، صرت قطعة بالية من ثيابٍ لم تعد تستعمل.


"سيبها تنزل صفح صفائح دم
سيبها تقطع الوريد
سيبها تقطر
لآخر نقطة سم
سيبها شهور سيبها سنين
خليها تتحرق "

آسف عزيزتى، لست فى مزاج جيدٍ اليوم، فقط، سآتيك يوماً احتضنك  كثيراً، أقبِلُ رأسك  مع اللعب فى بعض الخصلات التى سحرتنى من أولِ نظرةٍ وقعت عليك، تعلمين أننى حقاً أحتاج لك؟! أيامى ليست بالسعيدة، أريد الهروب من الكثير من أمور حياتى، من كل شئٍ افعله، أريد أن اختبئ بين ذراعيك، لست من يُعتمد عليه الآن، فقط أريد أن تأتين ومعك الكثير من الصمت المريح، أن ننظر سوياً إلى السماء، أن احتضنك وألا نتكلم فى أى شئٍ، ينتهى اليوم ونحن سوياً، وأننا فى هدوء الليل تهدأ قلوبنا، أن نحظى بلحظة سلام!

المخلص والوفي دائماً وأبداً
أنا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في رثاء عزيزةٍ

Mania -1

نعكشه