أنا متعب، لا أعلم شيئاً، تائهٌ بلا مأوى، يخبرنى الطبيب أنى لست بخيرٍ لكنه لا يخبرنى ماذا بى، تأكلنى خلايا عقلى بالتفكير المرهق، أتخذ قراراتٍ حمقاء يترتب عنها عدم النوم والإمتناع عن أخذ الدواء، فقط أهوى من على حافة الما يُرام.

أعلم جيداً أن كل ما هو محيطٌ بى زائل، أني أملك من الأوهام الكثير، أن الإكتئاب قد نخر فى هيكلى حتى قضى على أكثر الأشياءِ بهجةً صارت بلا طعمٍ. فقط أهوى الموت، أريد أن أُفنى، لا أريد الذهاب إلى الطبيب، أريد التمتع بالباقى لى من حياتى وحيداً بدون أى ضغوطات أو معوقات، فقط اتمنى من الموت أن يصادفنى أو يلاقينى حيثما شاء، لست أنوى الانتحار، فقط أريد ميتةً هادئة بلا ألمٍ أو شقاء، يكفينى من الشقاء ما لاقيت، استطيع أن ارى الشقوق والانهزامات الغائرة فى صدري، لا يدرى أحدٌ كم من الأصوات أحارب حتى أبتسم فى وجوهكم، كم من الأفكار الانتحارية أكتم حتى ترونى كما أنا عليه الآن، كم من الأفكار السوداء أملك وأنا اكتب هذه الحروف المبعثرة المتناقضة.

حياتى ليست سوى عبث ممزوجٍ بالقليل من الصدف الجيدة والكثير من سوء الحظ والقرارات الخاطئة، لست مثالاً يُحتذى به، أنا فقط كومةٌ من الأشياء المتناقصة تريد أن ترى النور وتنبثق من المعاناةٍ الكثير من الحكمة والصبر والجلد.

 بعد أيامٍ معدودة سابدأ العام السادس بعد العشرين وأنا لا أعلم أى شئٍ عن مستقبلى ولا أمتلك أى شئٍ لكى يساعدنى على الوقوف على قدمى عندما يأتى المستقبل. كم أكره هذا اليوم لمَ هو مرتبطٌ به، كم سأفتقد من ليسوا هنا الآن، كم سأكون حزيناً وسيأكل قلبى الإكتئاب ألماً. حسناً سيأتى ويمرُ كما سيمر اليوم، أتمنى فقط أن يُمر بهدوء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في رثاء عزيزةٍ

Mania -1

نعكشه