المغضوب عليهم

تطير الريشة بدون قيود، حرةً طليقة. يُسيِّرُ الهواء شأنها ولا تقوى على مقاومته، هكذا هي الحياة، لا تقوى على الصراع، لا تقوى على قول لا، أنت فقط مُرغمٌ مكروه على أمورٍ ليس من العدل أن تمر أنت بها.

في الواقع الريشة في بعض الأوقات تطير على جناح طيرٍ ما، تسقط من طاووسٍ متفاخرٍ بما يمتلك من جمال، لكن حدثني عنك، كيف تبدو في صخب دوامة الحياة، هل خارت قواك؟ لا تقوى على السير من جديد؟ حسناً دعني أحدثك عن نفسي، فأنا ريشةٌ لا مصدر لها، بل قُل نبتةٌ بلا جذور، حينما تود الاستقرار والمحافظة على رتم حياةٍ تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فتطير النبتةُ مع الريش المتطاير، ما  تتميز به عن رفيقاتها هو قُبحها!، وبعد أن تستقر الأمور، وتبدأ النبتةُ في التعافي من التقريع، وتبدأ في محاولةٍ جديدةٍ للعيش، فتأتي دوامةٌ أخرى غير سابقتها، تقتلع الجذور - إن وجِدت - وهكذا دواليك.

إن كنت مثلي فيا عزيزي لا تحزن، نحن من المغضوب عليهم، ممن لم يُكتب لهم في هذه النسخةِ أن يستقروا، أن يعرفوا الحب، أن يذوقوا طعم الراحة ولو قليلاً، هم في شقاءٍ مستمر.


لا تغضب إن آلمتك كلماتي، ففي الواقع أنت ملعونٌ، طُردت مما قد تعتقد أنه الجنة، لكن هيهات، فالجنةٌ ليست بواقع، الواقعُ الوحيدُ في هذه النسخة أن الموت آتٍ ولا مفرَ منه؛ فعلى قدر المستطاع سَكِنْ ألمك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقط، استمتع.

الجنوبي - الإهداء

الصمت كالسوس