زوبعة فنجان فارغ!.

كنت خفيف لما كنت جاهل، الجهل حقيقي نعمة!، كنت بعرف أكذب وأضحك بصوت عالي!، كنت بمثل أني مبسوط وكنت مصدق التمثيلية!، عمري ما كان بيفرق معايا نفسي وكان فارق معايا الكل!.

لما حاولت استوعب المشكلة اللي عندي لقيت أني مكنتش عارف أي حاجه عن نفسي، ولما بدأت في رحلة المعرفة دي مفيش حاجه واحدة خرجت بيها من كل السنين اللي فاتت غير خراب ودمار. وصلت ﻷني بكره اليوم اللي بدأت فيه أدور على أصل المشكلة، بقيت كل يوم بواجه حاجه جديدة جنب الحاجات القديمة اللي لسه ما تخلصتش منها، أدركت أن من الصعب الشخص يتغير وأني صعب ألغي كل الحاجات اللي بقيت فيا وبتكون جزء من تكويني لمجرد أنها مؤذية وبتضرني، للأسف الموضوع أبعد ما يكون عن المثالية دي وأني هايكون عندي بواقي من العادات والأنماط دي بس بحاول قدر المستطاع أقلل من ضررها وتأثيرها على حياتي.

من الحاجات المثيرة كم الأصوات والخناقات اللي بتدور جوايا، أني بصحى من النوم مصدع مش بسبب أن نومي مكنش كويس ولكن بسبب أني كنت بتخانق وأنا نائم وكنت بحلم بخناقةٍ ما زي مثلاً امبارح كنت بحلم أني بتخانق مع بابا وبزعق فيه ومسحت به بلاط المكان بس في الحلم هو كان بيرد عليا وكان بيرد ليا الكلمة بكلمة عكس الحقيقة بيسكت لما بيلاقي نفسه غلطان ومفيش حاجه تتقال.

اكتشفت أني شخص غير مهم، وأن حقيقي الحياة عادي هاتمشي بدوني، اكتشفت أن كل الناس اللي موجودين في حياتي وشايف أن حياتهم واقفة عليا هايجي يوم ويلاقوا شخص غيري يقدر يعمل نفس الحاجات اللي بعملها لهم وأن مفيش حاجه في الحياة بتقف على وجودي من عدمه، اكتشفت أني صاحب الكل ومحدش صاحبي وأني بعمل مجهود في علاقاتي مع الناس المحيطة بيا ﻷني متوقع أن الشخص الكويس بيعمل كل دا، اكتشفت أني معرفش من أنا، اكتشفت أني أشطر واحد يشوف الناس بس مش عارف أشوف نفسي.

من المضحك المبكي في الفترة الأخيره أني فشلت في محاولة معرفة نفسي، وأني مازلت بعرف أشوف الناس وأشوف اللي جواهم بس لما بيجي الدور عندي بكون بطة بلدي، دي حاجه سخيفة جداَ ومُحبطه.

اعترفت لنفسي أن مشكلتي فيا وأن تعليق مشاكلي على أي شماعة ما هو إلا محاولة صبيانية أني أهرب من تحمل المسؤولية، ولما بدأت أحاول أني أتخطى العقبة دي لقيت أني بتدلع وأني بعمل أقل بكثير من اللي أقدر اعمله وأن مثلاً الكلية مهياش أصعب حاجه بس أنا مش بعمل اللي عليا فيها وبتدلع.

شكوكي تجاه الحياة وكل شئ زادت، شكي في حتمية الأمر زاد!. أتمنى أن كل شئ يتحسن في القريب العاجل، مقدرش أقول أني عارف كويس ها اعمل إيه، بس الأكيد أني زهدت في كثير من الأمور، بقيت بعيش في الدنيا ﻷني مضطر، با أزق اليوم بيومه، مبقاش عندي أي طلبات في اليوم غير أنه يعدي في هدوء وسلام.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقط، استمتع.

الجنوبي - الإهداء

الصمت كالسوس