هلا بالويك إيند.

 بعد تجربتي امبارح قررت أني أكتب كل يوم في وقت معين من اليوم، اعتقد أني هاكتب كل يوم بعد الشغل، هي دي الحاجة اللي أنا مربوط في ساقيتها، وكمان هي الشئ المحوري في حياتي.

تجربتي اليوم كانت عبارة عن أني قررت أني هاعيش اليوم بالطول والعرض، وهاكون مديون، بس تمام، المهم أعيش اليوم وأحاول أكون هادئ بدون أي نزاعات، وحاولت قدر المستطاع وكان يوم شغل لطيف، قدرت أني أساعد عميلة كبيرة في السن إنها تستخدم الخدمة وتحجز جلستها الثانية بنفسها بدون ما حد يدخل يحجزها لها.

اليوم كان عبارة عن بابا بيكلمني، وماما في التيليفون أما حكيت لها قالتلي أنه غلط بس معملش معه كدا ﻷن الدنيا دوارة وزي ما هعمل معاه هايتعمل فيا، ضحكت وقلتلها أنا لو عملت في عيالي كدا استاهل كدا. والمهم أني عديت الموقف وكملت يومي بدون أي نزاعات وﻻ صراعات، يمكن اتصلت بيا بعد الشغل تتخانق معايا عشان نسيت أدي للبواب شهرية الصيانة بتاعة العمارة، بس عادي يعني مش آخر الدنيا.

بعد الشغل كلمت كريستيانا وكاتري، وقررت أني أقعد معهم النهاردة، أعتقد كاتري فاضل لها أسبوعين وترجع فنلندا، فا بحاول أني أشوفها قدر المستطاع، اتعلمت منها كثير جداً، وشفت منظور جديد للحياة، هي بتعيش الحياة بشكل روحي وقليل جداً ما بتكون مادية في حياتها، بتحب الشجر، بتحب الحيوانات والطبيعة، وعينيها بتنور لما بتشوف شجرة قديمة وبتكون في قمة سعادتها وهي بتعمل حاجة جديدة وغريبة. طلبت مني قبل ما تسافر أكتب لها رسالة بالعربي عشان تتعلم كل فترة تقرأ جزء منها عشان تتعلم عربي، في خلال 6 شهور قدرت إنها تفهم شوية عربي وتعرف تتكلم شوية مع سواقين أوبر.

مع الوقت بحاول قدر المستطاع أني أخس، جسمي فعلاً بقى مش ممكن ودي أوسخ مرحلة أوصل لها، محتاج أني أدخل خضار في أكلي، ومحتاج اتحرك بشكل أكبر ومنتظم عن الفترة الحالية، أعتقد أني زدت في آخر سنة ضعف أول فترة بدايتي للعلاج، قعدتي في البيت وكوني بقيت عاجز عن فكرة أتحرك بدون العربية وأركب مواصلات وأتمشى شئ حزين وبائس جداً.

رجعت نغزات قلبي وكتفي الشمال، دا الدليل الوحيد ﻷني بحس، وأني قابل ﻷن حاجة تؤثر فيا، دا دليل أني مضغوط ومفشوخ فكرياً ودا رد فعل جسمي تجاه الضغط والعنف اللي بمر به.

الحياة كانت هاتكون عاملة إزاي لو كل واحد خد اللي نفسه فيه؟ هل لو كنت اتخرجت من الكلية واشتغلت كمهندس حياتي كانت هاتكون أحسن؟ أعتقد بكل ما مريت به، محظوظ لكوني واعي مدرك وصاحي لكل شئ محيط بيا، السئ في دا أن الوعي والإدراك دول مش بيأكلوا عيش وﻻ بيجيبوا فلوس في آخر الشهر أعرف اتمتع بها.