كحبات الندى
إن كنت لا تقوى على البوح، فلا تيأس من المحاولة. لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً. لست أدري لماذا أنا هنا من جديد، فقط أعلم جيداً أنني افتقد الكتابة، أفتقد جداً أن أقرأ شيئاً يثير اهتمامي، يجعلني لا أدرك كم مر من وقت. أدركت الثلاثين، لست أعلم ماذا أنا بفاعل، كل ما كنت اتوقعه أنني لن أبلغ الثلاثين، أنه ستأتي واحدة من تلكم الصدف تنتشلني من الوجود. لم أكن طفلاً، مراهقاً، شاباً محظوظاً، لست أدري هل أنا شاب أم قد شاب شبابي وأصبحت كهلاً، مرت عليَّ السنوات مرور الكرام. عشت في كثيرٍ من الوقت ضحية، ألوم الكل ولا ألوم نفسي، الكثير من الوقت أنتقم ممن ألوم، يضيع الوقت فيما يقع تحت يدي، لم أكن أعلم أن ما يمر ليس سوى عمري. مررت بكثير من خيبات الأمل، لم تترك سوى الألم، عرفت الكثير من الخسائر، حتى أصبحت أكفأهم نجاحاً في أن أُهزم، لم يهزمني أحد، هَزمتُني. كثيراً من الوقت مرَّ ضيفاً كنت أنا، وصلت إلى نقطةٍ لم تعلم نفسي من هي، هل كنت فعلاً ضحية؟ هل جنت على نفسها براقش، وهذا حصاد ما زرعت؟ نعم، احصده. عندما كنت مراهقاً أبدأ عامي الجامعي الأول، وصتني خالتي أن الحياة كالباص، ولن يدوم أحدٌ لي، عليَّ فقط أن أترك كل ...