غلامٌ.
تملك من حياتك لا شئ، تفتقد كل شئ.
تعلم الكثير عن كل شئ، لا تعلم كل شئ عن شئ.
لم تكن تجربتك الأخيرة سوى تأكيد لأنك لست مقبولاً كما أنت. أنت حالة يحبها الجميع، لا يقبلها الجميع.
لست هنا لأصنفني كضحية، أنا بالفعل ضحية لكثير من الأمور وأهمها أني ضحية نفسي. قمت بعمل الكثير ولكني لم أقم بأي شئ لنفسي لكي أتمتع بما أنا عليه في الحقيقة. بعد الكثير من التطور في رحلة علاجي النفسي، علمت من طبيبتي أخيراً ما هو تشخيصي، لكن السؤال الأهم هنا: "إيه الخرا دا"؟ ككثيرٍ من الأمور التي عليَّ أن أقوم بها، لكي أكون إنسان، يتمتع بالكاد بحريته، عليَّ أن أعاني على الأقل لمدة لا تقل عن ٣ سنوات، إن لم تزد مع هروبي المستمر.
لم يعد الأمر مقتصراً على معرفتي لماذا أنا هنا، فقط زاد عليه أنني هنا لأنني قمت باختيارات السيئة وقمت مع الكثير من التسرع بخلق حياة وبيئة ليست بالمناسبة. كان ومازال حلي الوحيد هو أن يتم انتشالي من البيئة الحالية وأن يتم وضعي في بيئة أخرى، كفأر تجارب، يُنتظر منه أن يتحسن حين يتم وضعه في صندوقٍ آخر، لعل الحل في تغيير البيئة والوضع.
أدري جيداً أن كل شئ جيد لم أُخلق له، فقط أنا أدور في دائرةٍ مغلقة، ليس لها أي مخرج، عليَّ أن أكافح وأبذل الكثير من الوقت والمجهود لكي أحظى بقليلٍ مما يحظى به العاديون. أؤمن أن الحياة تخلق كما هي منذ نفخ الروح.
" يا غلام، أنت هنا لكي تعاني، لن تأتيك الحياة سهلة، تقسو عليك، وتقسى على نفسك.
سيكون نصيبك أن تُعاني لتُحب، منذ نعومة أظافرك سيأتيك الحب مشروطاً، ستُحب لأنك حالة لا لأنك إنسان. ستشرق شمسك حين تموت، سترى من الحسن حين تخسر.
سأكون دائماً أراك، أعلم أنك لن ترضى، أعلم جيداً أنه ظلم، ستأتيك شهواتك دفعةً واحدة، اختبارك أن تقاوم، أن تنل رضائي بكظم الغيظ، بالصبر."
أليست كل هذه السطور تشجعك أن تهرب، أن تتركها لتنضب؟ لعل كل شئ ينتهى، أن تأتيك بغتةً دون الذهاب إليها بقدميك.
تعليقات
إرسال تعليق