المشاركات

عرض المشاركات من 2025

بئس الاختيار، اختيارُ من لا يفلح معه المحاولة.

 تستطيع أن تفعل كل ما تريد وتشاء، ولكن الأقدار لا تكافئ من يفعل كل ما يملك، تكافئ من له نصيب. أعتقد أن الرزق حينما قُسم لم يُقسم لي نصيب وافر من العلاقات الجيدة المستمرة لوقت طويل. علاقات تأتي على شكل دروس مستفادة للقادم. قد مللت من الدروس، أعتقد أن السخط والتململ من هذا الأمر درب من دروب الحماقة وإدعاء أن الانسان ضحية لوحدته. كان الخروج بمثابة طائر يبحث عن قوت يومه، لا يعلم ماذا سيجد، ولكنه على يقين أنه سيجد شيئاً ما، هكذا، خرجت للعالم، لم تُرزق بما كنت تبحث عنه، رُزقت بدرسٍ جديد، وأكدت لك التجربة أن الوحدة أكرم بكثير من أن تسعى في أمرٍ يحمل نسبة كبيرة بأنه لن يُفلح. هل اختيارك مُقدر له الفشل لكي تثبت أكثر أن الخروج ليس حلاً لمن هم مثلك؟ أعتقد أنك لم تُخطط لهذا الدرس، جاء من حيث لا تحتسب، قمت بدورك على أحسن وجه، لم تتصادم من البدء، تركت الأمر للتيار وذهبت حيث تذهب بك الرياح، ولكن لا تأتي الرياح كما تشتهي السفن.

الظلمات

تلازمك أينما ذهبت، أينما هربت، أينما وجدت، كقرينك، هي الوفية، الدائمه، المستأنسة، حينما تغيب لا تدري من دونها كيف سيمر الوقت، إن غابت تقلق رغم أن اختفائها بشرى ساره. تعلم جيداً أنك من دونها أفضل، أن هناك حياة أخرى تستحق الاستكشاف، لكنها لا تدوم كثيراً في الغياب، فقط تعطيك قليلاً من الوقت لتُفتقد، لكن لا تخذلك، ستجدها تطفو بعد القليل من الغياب. تتحرى الأمل في أنها ستنقشع، ستزول الغُمه وترى النور، ستضئ الأيام بعدها. رغم أن الاختفاء محمودُ ولكن إيكاروس حاول من. قبل، واحترق، المعرفة سلاحٌ ذو حدين، التطلع للمجهول والتغيير مستحسن ولكنك تخشى ما آل إليه إيكاروس. أيتها السحابة القاتمة، اللعنة عليك، يبدأ اليوم بك وينتهي بك، لحظات الانقشاع لا تدوم، فقط القليل من الألوان حتى لا تعتاد الظلام.

انتبه السيارة ترجع إلى الخلف!

 إنها لعنة سيزيف، تظل محاولات السعي تُنهى بضربة قاضية للقاع، الفرق هنا أنه سعي بلا قمة، جبل يرتفع إلى الأبد، في كل مرة تصل لما قد تظن أنه النهايه، لكن تتفاجأ أنه لا نهاية لهذا المطاف، ستظل للأبد القريب تسعى. عزلت النفس عن الونس، قتلت كل محاولات الاقتراب والوجدان، ماذا تقدم أنت لكي تستحق كل هذا؟ " بلا ولا شئ "، تحتمي في صداقات تقدم فيها الكثير ولا تريد أكثر من الرد، فقط الرد، تكتم ما يدور، فقط تشارك ما يملأ السؤال عن كيف حالك، لا تثير القلق ولا تعتزم أن تطلب المساعدة، هل تعجز عن مواجهة ما يدور؟ في الكثير من الأوقات نعم، ولكن "عزة نفسي مانعاني"، قد أتيت إلى هذه المقبرة التي تقيم بها وحيداً وستبقى هكذا، هذا ما آلت إليه الأمور، أنت من دفن كل شئ حتى لا يأتيك يومٌ آخر تخذلك فيه الحياة، يكفيك من الخذلان ما تجرعت. الحياة لن تكون عادلة، العدل في الدنيا وهمٌ يسعى له المغفلون، العدل أن تتلقى الضربة ولا تسقط، أن تقاتل حتى النفس الأخير. لم تكن الأيام رحيمة وحنونة، لم تلق في حياتك الحنان سوى المشروط منه، لا تتقبل الصادق منه لأنك لم تعتده، فقط تسير الأمور جافة وقاسية، هذا ما اعتدت...