المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2025

كيفك على فراقي؟ لعلك بخير.

محاولات إنقاذ من يغرق محاوله عابثة كإقناع طفل بألا يدخل اصابعه داخل مفتاح كهربي. مجهود بلا طائل، سيغرق، سيصاب بصاعقة كهربائية، ويتعلم الدرس باصعب الطرق. هكذا هي الحياة في بداية العقد الثاني والثالث من العمر، نصائح متكررة وتعليمات صارمة أن التصرفات الحالية هي محاولات عابثة في طريق لا يليق أو اختيارات ستتسبب في تعاسة، ولكن عنفوان الشباب يعيق أن ترى أن النصائح في كثير من محتواها صحيح رغم الطريقة والعنف الذي يصاحب النصيحة. لو تمعنت في كثير من المحادثات والصدامات، ستجد أنها كانت محاولات فاشلة في إنقاذك من نفسك، من تهورك وطيشك. لعلها لم تكن بالطريقة المناسبة، ولكنها في كثير من أمرها صحيحة. ستأتي الأيام لتثبت لك ذلك. في بداية رحلة العلاج النفسي، قالها طبيب في جدال حاد: " حاول تتعلم القاعدة الفقهية دي: رأيك صواب يحتمل الخطأ، ورأيي خطأ يحتمل الصواب" وكانت واحدة من أقوى النظريات التي أثرت في الكثير من قرارات الحياة. لماذا كانت الدروس في الحياة دائماً قاسية وغالية؟ لعلها كانت كذلك لقوتها في التأثير عليك فيما سيأتي عليك من الأيام. في آخر الجلسات، كانت هناك نقطة واحدة مطروحة، لماذا هذا ال...

بئس الاختيار، اختيارُ من لا يفلح معه المحاولة.

 تستطيع أن تفعل كل ما تريد وتشاء، ولكن الأقدار لا تكافئ من يفعل كل ما يملك، تكافئ من له نصيب. أعتقد أن الرزق حينما قُسم لم يُقسم لي نصيب وافر من العلاقات الجيدة المستمرة لوقت طويل. علاقات تأتي على شكل دروس مستفادة للقادم. قد مللت من الدروس، أعتقد أن السخط والتململ من هذا الأمر درب من دروب الحماقة وإدعاء أن الانسان ضحية لوحدته. كان الخروج بمثابة طائر يبحث عن قوت يومه، لا يعلم ماذا سيجد، ولكنه على يقين أنه سيجد شيئاً ما، هكذا، خرجت للعالم، لم تُرزق بما كنت تبحث عنه، رُزقت بدرسٍ جديد، وأكدت لك التجربة أن الوحدة أكرم بكثير من أن تسعى في أمرٍ يحمل نسبة كبيرة بأنه لن يُفلح. هل اختيارك مُقدر له الفشل لكي تثبت أكثر أن الخروج ليس حلاً لمن هم مثلك؟ أعتقد أنك لم تُخطط لهذا الدرس، جاء من حيث لا تحتسب، قمت بدورك على أحسن وجه، لم تتصادم من البدء، تركت الأمر للتيار وذهبت حيث تذهب بك الرياح، ولكن لا تأتي الرياح كما تشتهي السفن.