من بعد حلم طويل كان عنوانه ركض من شئ مجهول وصوت مكتوم يئن ولا يخرج من الجوف ، أضاء نور الغرفه ليجدها بجانبه .. تلك التى راهن على أنها لن توجد مهما طال الأبد ستبقى كالعنقاء والخل الوفى ، ترقد بجانبه فى هدوء تام بعد تلك المعركه الليليه. خطف من وجنتها ثمره ليلطف هول الكابوس الذى أفزعه وقام وأعد كوب النسكافيه لكى يروق له البال.

سيطرت عليه فى تلك اللحظات كيف أن الظروف وقفت إلى جانبه وقررت أن يقطع طريق وحدته وإنعزاله بها ، وأن كل من راهنهم أو أكثرهم قد كسبوا الرهان ، لكن حسبه أنه قد وجدها. تلك التى لن تُنجب مهما طال الأمد والمتطلبات ، وها هى قد وَفت ما وعدت ومضى عليهم عقد من الزمان دون التطرق لتلك النقطه ، هى ذات الشعر الجميل واللون الحسن ، هى ذات الرايات الشامخه فى سماء الجمال.


وعلى ضوء اللمبة السهارى أحس بتحرك شئ خلفه فوجدها وقد مالت عليه وسألته : " مالك ؟ "


فلم يدر ما يقول إلا والدنيا تنسحب من تحت قدمه ويصحوا من نومه مفزوعاً .. قد كان هو الآخر حُلماً وها هو يقوم  من سريره فى تلكم الشقه الحزينه يجتر أذيال خيبة الأمل فى إنقطاع حُلمه .. لعنه الله من كان السبب فى قطع ذلك الحلم . ولعله ينالها فى يومٍ من الأيام يوم أن يدفن ويلقاها هناك هذا هو أمله الأخير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فقط، استمتع.

الجنوبي - الإهداء

الصمت كالسوس