المزرعة " السعيدة"
لما تحاول إنك تتصرف فى اللى عندك ومش عارف هو جاى منين و تبقى قاعد بتحاول تشوف و تجرى وراك عشان تعرف فيك إيه و تكتشف إن مفيش أى حاجة لكل دا غير إنك قاعد فى مكان مالوش أى لازمة إنك تفضل قاعد فيه و تفضل قاعد متحمل كم الحاجات دى من الأشخاص دى. فكرة الهروب و إنك تسيب المكان من الحاجات اللى ما تقدرش تعملها عشان لسه خايف على زعلهم و ما تقدرش تعمل فى حد كدا عشان محدش يعمل فيك كدا لإنك مستحيل تقبل حد فيك يعمل كدا نهائى، وعمرك ما تقدر تضمن لنفسك إنك مش هاتعمل فى حد اللى هم عملوه فيك والدمار اللى تسببوا فيه ليك.
للأسف مطالب افكر فى اللى حوليا و مطالب إنى اتحمل كل اللى جاى من عندهم وبيصب عندى وللأسف ما ينفعش اتبرأ منهم لأنهم مهما عملوا هم الأساس. يمكن محتاج اعرف افصل شوية نفسى عن كل القرف اللى جاى دا بس الحقيقة بتقول إنه لا يجوز اعمل فى حد اللى مفروض اعمله. لما كان ممكن هم يريحونا كلنا بس قرروا " يجوا على نفسهم علشان خاطرهم" و مش مدركين إنهم بيزيدوا من الطينة بلة و إن الوضع اصبح حرفياً مأساوى. جو الضحية و المستضعفين ما بقاش بيأكل عيش، بس الحقيقة إن فعلياً كل واحد فى المزرعة دى شايف نفسه ضحية والأرض بقيت بور و مفيش نبته ولا محصول من الأرض الخربة دى. لما جينا نفكر هل من شئ واحد يوحد ربنا نقدر نقول إننا نوافق على كونكم متحملين الوضع بسببه لقينا إن مفيش ولا سبب واحد.
لما بفكر هل من الممكن يكون الوضع دا يكون مثمر لأى شئ لقيت إنه لأ. توصلت لحقيقة إن مفيش أى شئ لطيف ممكن يجى من المزرعة دى غير تضيع الطاقة وكتم وكبت غير طبيعى. الرب وحده يعلم هو نفسه قد إيه يكمل فى المشاريع اللى جواه ونفسه يعملها و نفسه ربنا ييسر ليه أموره و يسيب بصمة فى الكوكب دا. لأنه عاوز الناس تدعى ليه و تفتكره بالخير، عاوز يكون قدوة للكل فى أمور حياتهم و يكون حاجة كويسة.
هندسة عمرها ما كانت صعبة بالعكس، التيرم اللى فات اكبر دليل على كدا و كان أكبر دليل إنى لما بحب حاجة و بعمل حاجة بعمل كل حاجة صح و بعرف اتخطى أى حاجة، قدرت اتحمل ضغط امتحانات و شغل و مذاكرة وبنوته معايا مطالب إنى اخد بالى منها واخد بالى من نفسى كل دا حصل فى شهور من أسوء الشهور اللى ممكن تعدى عليا بمشاكلها و بمشاكل الشغل و مشاكل المزرعة و مشاكلنا الشخصية احنا الأثنين. كانت أكبر سند ليا فى وسط الشهور دى يمكن لو فضلت اقول ليها قد إيه ممتن ليها على الوقفة جنبى فى وسط الظلام دا كله ما يكفيش ولا يوفى حقها، محدش من المزرعة كان مصدق ولا هايصدق إن العيب فيهم والسبب فى النكسة دى هم و هم أكبر وأقوى سبب للإحباط و النفسية السيئة دى.
لما بفكر فى مستقبلى بلاقينى بقول الحمد لله هى موجودة ، ربنا بعت ليا سند من عنده يقول ليا إنه لسه جنبى ولسه عنده أمل فيا إنى عندى كثير ممكن اعمله. معندوش مشكلة فى كم الذنوب وكم المعاصى وكم البلاوى اللى عملتها وبعملها ، مش مهتم غير بإنى أكون قريب منه و بسند عليه وبيقول ليا خد هى كمان سند جنبك بس حافظ عليها واتعب عشانها، يمكن ما بحسش بتعب أوى غير إنى افضل قريب منه و احافظ على القرب دا بالعكس بكون مقصر و بحس ببعد غريب بس مهما حصل بيبعت ليا رسايل كل شوية عجيبه إنه لسه مطلع عليا ولسه مراقبنى ومستنى منى ارجع ليه و اقوله حقك عليا أنا آسف.
المزرعة شئ مرعب بالنسبة ليا ومساحة بتخلق ليا كم من الخوف الغير مبرر لإن محدش ممكن يخاف من حاجة بالشكل دا و الحاجة هى من المفترض إنها الملجأ الأول ليه منذ بدء العداد بتاعه. للأسف عندى مرزعوفوبيا إن كل حاجة ممكن تكون زيهم والأسوء إنى اتحول لنسخة ثانية منهم و أكون عقدة للى حوليا حيث إنى مؤثر ويكونوا زيهم و نطلع كلاكيع زى ما هم كلاكيع و كلكعوا كثير جوايا. لأول مرة بفكر إنه كدا كثير عليهم و كثير الصبر الغير مُقدر ولا فيه اى اهتمام ولا حتى امتنان لأى حاجة. يمكن الجميل فيا إنى قدرت أنأى عنهم وعن كل المشاكل والقرف اللى هم بيزرعوه من غير قصد و بنوايا طيبة و جميلة من برا بس!.
المخيف إنك بقيت شفاف و بقيت حاجة كدا محدش مهتم بيك ولا حد بيكلمك، كل واحد بمزاجه و كل واحد خلاص وصل لمرحلة من التصالح و كل واحد ليه الجنب بتاعه اللى بيريحه و بيخليه مبسوط أو بياخد منه مصلحته و بيقول ليه الكلام اللى يعجبه ولو ضايقه هايرجع يصالحه ويطبطب عليه و ياخده على حجره وبالحضن كمان. فكرة إن مفيش سند ليك حالى ولا سند مستقبلى دى مخيفة وتجيب بانيك اتاك بشكل سهل وسلس جداً.
فكرة إن المزرعة بتاعتك مهياش حاجة ممكن تتكلم عنها بشكل حلو بس مش قادر تفضل ساكت وشايل و مانع الكلام السئ عنها، حتى ما تقدرش تتحمل الكتمان لمدة يوم خلاص و الموضوع فاض بيك ولو كتمت فترة هاتيجى عليك لحظة وتنفجر ويخرج منك كلام يزعل جامد ويضايق جداً. الفكرة بتدور فى بالك إنك خلاص تتجاهل كل حاجة من أى فرد فى المزرعة و تعيش برأسك وتنكر وجودهم كما هم ناكرين كل حاجة بتعملها لأن أى حاجة بتعملها هاتكون حاجة مش على مزاج المالكين و مستحيل تكون وسيلة لإن يكون فيه محصول أو يكون فيه أى شكل من أشكال الحياة، كل اللى هاتعمله مرفوض وعليه تعليق بسخافة و تقطيم كمان يعنى إزاى تعمل حاجة أنت عاوزها أو بتحبها؟ وأكيد فيه حاجة احسن و يتم ذكر الحاجات اللى كان زمان فيه اعتراض كبير عليها بس طالما هى أقل فى الاعتراض فا نقول عليها عشان نوضح إننا موافقين عليها ومعترضين على الجديد.
الموضوع مالوش نهاية عشان نختم بيها، هى صفحة مفتوحة لأجل غريب يعنى، الموضوع محتاج كثير جداً.
إنك تفقد متعة إن فيه حد أما تروح لما تحكى ليه اللى عملته يكون مبسوط بيك أو فرحان ليك و بيشجعك تكمل فى اللى بتعمله وبيسندك، ثانية واحدة!! معنديش حد احكى ليه ولا ارجع من برا اقول ليه على اللى عملته وبعمله والحاجات الصغيرة اللى بعملها، روح موت ياللا. متعة إن مهما وقعت فيه حد فى المزرعة هيكون جنبك و يساعدك تقوم أو حتى مهتم يفهم مالك فيه إيه. ياللا الحمد لله.
*بيصحى من النوم على صوت جعير و حاجات بتطير، صباح الخرة يا مزرعة غجر، ربنا ياخد الواحد من وشكم. بيلبس القناع بتاع كل يوم و يدى لسانة وصوته للقطة تأكلهم وبيكمل يومه عادى فى المزرعة*
تعليقات
إرسال تعليق