.
ستأتي تلكم الليلة التي تصير مشاكلنا أصغر بكثير مما تبدوا عليه، أن تأتينا الدنيا كما نريدها لا كما تهوى هي. تصير الدنيا أهون علينا، أن لا نتألم من اكتئابنا، أن لا نشعر بأن هموم الدنيا تجثم فوق قلوبنا فنتألم كما لم نتألم من قبل، أن نكون في وسط فرحة اصدقائنا مكلومين لا نعلم لم نبتسم لهم، أن نسمع من الكلام ما يسمم بدننا المنهك ونظل بنفس تلكم الابتسامة الواهية الصفراء التي تخدع الكثير من الناس.
سيأتي دفئ حضنها فى آخر اليوم دفئاً وأماناً، سيكون في بعض الأحيان بكاءً صامتاً لما لا نقدر على إزالة ألمه ولكن نحاول أن نخفف وقعه. ستكون هي من يطمئن القلب بوجودها. لا اعلم هل هذا بالحقيقي أم أننا فقط نتخيل ما نريد ولكنه ليس بمكتوب لنا. كما كنا نتخيل أننا حينما نكبر سنكون ناجحين وسعداء، أننا بعد مرحلة من العمر سنحقق ما نأمل ويكون شبابنا فرحةً وسعادة، لكننا حينما صرناً شباباً لاقينا من الألم وخيبات الأمل الكثير حتي صدأت عزيمتنا وتحولت طاقة الحب والنجاح إلي كفاحٍ مستمرٍ. سيموت الكثير، من الأصدقاء والأحباب، يذهب منهم إلى ربه، ومنهم يذهب إلى ما يذهب إليه في هذه الدنيا الواسعة.
سننام عمراً بدون القلق أو الخوف مما يحمله لنا الغد، سنتخلص مما تراكم على كواهلنا من حزنٍ وبكاءٍ لم يُبكَ لأن عزة أنفسنا تمنعنا من أن نفعل ذلك.
لعل ما هو آت خير، لعل ما نخشاه يكون خيراً.
تعليقات
إرسال تعليق